أقلام حرّة
رمضان ٢٠٢٥: دراما على المحك بين العنف والرقى

بقلم: الاعلامية مريم يعقوب
ماراثون رمضان 2025 بالمختصر المفيد هو عبارة عن دراما وتنافس على الشاشات الصغيرة والمنصات الرقمية، انما تنافس من نوع خاص شويتين ، كانت فى السابق الدراما الرمضانية تسعى للمنافسة الممتعة فى تقديم اقوى واهم المؤلفات والروايات لأعظم الادباء والكتاب من اجل تقديم فن راقى وهادف وكانوا الفنانين والفنانات بيبدعوا فى تقديم وتجسيد أروع الأدوار اللى يتذكرها لهم الفن والدراما المصرية ويتركوا بيها بصمة يفتخر بيها اجيال واجيال من الشباب انما الأن السبب اصبح عكس كل ماسبق وواضح للجميع، وهو الصراع بين المسلسلات اللى بتعتمد على مشاهد عنف وكلمات نابية وصوت عالي، اشبه مايكون بالردح اللى بيقدمه فنانين وفنانات من الرجال والنساء فى مشاهد عديدة مثيرة للإشمئزاز ، ومسلسلات اخرى بتتميز بحوار راقي وسلوك محترم ؛ الموضوع أثار اندهاش شريحة كبيرة من المهتمين بالدراما المصرية ما بين النقاد والجمهور، والأغرب انه اثار غضب بعض الفنانين والفنانات واللى عبروا عن استيائهم من مشاهد العنف والالفاظ الهابطة وده جعل الكل يتكلم عن معايير العرض والمحتوى في الدراما الجديدة.
كتير من المسلسلات السنة دي اتعرضت لانتقادات حادة بسبب اعتمادها على مشاهد عنف مفرطة وكلام نابي بين الممثلين. في بعض الأعمال اللغة فيها صادمة والردح للأسف اصبح وسيلة لجذب الانتباه، لكنه أثر على الجمهور، خصوصًا بعض الممثلين والأسر والعائلات اللى بيعرفوا يتذوقوا الفن و قيمة الدراما المصرية والمبهر ان اصبح الشباب ينتقد ايضا و بيبدى رأيه بمنتهى النضج ، بعض النقاد اشاروا لسبب استخدام الإسلوب ده وشايفين انه بيعتمد أكتر على الصدمة البصرية والسمعية بدل ما يقدم محتوى له قيمة فنية وثقافية، وإنه بيستغل الألفاظ النابية والصوت العالي علشان يخلق جو درامي متطرف بعيد عن الرسائل الاجتماعية الإيجابية البناءه
لكن السؤال هنا ياترى ايه الاسباب في التحليلات اللى بتقول إن التوجه ده بسبب محاولة بعض الجهات إنها تحافظ على نسب المشاهدة العالية من خلال إثارة الجدل وخلق انطباعات قوية عند الجمهور، رغم إن الاستراتيجية دي ساعات بتأدي لتفكك مضمون العمل الدرامي. كمان المنافسة الشديدة على شاشات رمضان جعلت البعض يلجأ لأساليب خارجة عن المألوف علشان يجذب المشاهدين دون اى مراعاه بأهمية الجودة الفنية والرسالة الثقافية اللي لازم تنقلها الأعمال.
على جانب اخر في مجموعة من المسلسلات الرمضانية السنة دي اختارت تقدم دراما راقية، بحوارات معتدلة وسيناريو يحترم الذوق العام والقيم الاجتماعية فى دراما رمضان 2025 ، بنلاقي تركيز على بناء الشخصيات المعقدة وسرد قصص بتعكس التجارب الإنسانية بعمق، من غير اللجوء للسباب أو الردح. التوجه ده بيوصل رسالة للمخرجين والكتاب إن الدراما مش مجرد وسيلة ترفيه، لكن كمان منصة لنقل قيم الاحترام والتعايش والتفاهم في المجتمع.
اما عن النقاد الفنيين فمنهم اللى انتقد الأعمال اللي بتعتمد على العنف اللفظي المفرط وبيقولوا إنها بتفقد العمق الدرامي وبتكون مجرد أسلوب لجذب الانتباه. وفي نفس الوقت بيأكدوا على ضرورة الابتعاد عن الردح والتركيز على تقديم محتوى يعكس الواقع بواقعية من غير إساءة للذوق العام. أما الجمهور فالموضوع مشترك فيه آراء مختلفة؛ بعضهم شايف إن الأعمال دي بتساعده في تفريغ الضغوط اليومية، في حين إن غيرهم بيفضلوا يشوفوا مسلسلات بتركز على قيم اجتماعية وثقافية راقية.
فى كل الاحوال صناع الدراما اصبحوا بيوجهوا تحديات كبيرة الان في محاولة التوفيق بين جذب الانتباه والحفاظ على القيم الفنية والثقافية اللى تليق بجمهور متنوع. وفي ظل المنافسة الشديدة على شاشات رمضان ، الاختيار اصبح بين الاستمرار في الأساليب المثيرة للجدل أو انك تبني نهج فني راقي هو ده القرار اللي بيواجهه كل فريق عمل. وفي الوقت ده، دور النقاد ووسائل الإعلام أساسي في توجيه الرأي العام وتحفيز صناع المحتوى على إعادة النظر في أساليبهم.
رمضان ٢٠٢٥ كان محطة فارقة في تاريخ المسلسلات التلفزيونية، لان الصراع تجلى بين اتجاهات فنية مختلفة. انما بعض صناع الدراما مستمرين في استخدام العنف اللفظي والسباب لجذب المشاهدين، ظهر غيرهم بمسلسلات بتركز على الاحترام والرقى، وده بيعكس تطور في مفهوم الفن الدرامي.
ياترى هل هيختار صناع المحتوى الطريقة اللي تجمع بين الجذب الفني والرسائل الاجتماعية الراقيه، ولا هيفضل الجدل قائم بين الاتجاهين؟ المستقبل لسه محتفظ بالمفاجآت، والحوار بين النقاد والجمهور هو المفتاح لتطور الدراما في السنين القادمة لكن نأمل اننا نظل متمسكين بأخلاقيات الفن المصرى والدراما الحقيقية دون ابتزال او اسفاف لأن الفن بيساهم فى الارتقاء بالذوق العام والحفاظ على القيم المجتمعية ومعالجة العديد من القضايا والمشاكل اللى بتهم الاسر والشباب والعائلات المصرية والعربية
هل أستبدلت مقولة (المخرج عاوز كدا لتكون الجمهور عاوز كدا) ….!!!
الجمهور يحتاج إلى وعي ليختار عمل جيد لأنه من يرفع العمل أو ينزله..
احترامي لكي استاذه مريم ولقلمك ،، كعادتك مبدعه ومتميزه ..
تحياتي لصوت الوطن على المجهود الرائع ،، بالتوفيق ..