المميزةمقال رئيس التحرير

جواسيس تل أبيب

 

بقلم..جمال عبد المجيد

 

الجاسوسية…هى ثان أقدم مهنة عرفها التاريخ بعد الهوى…وتذخر كتب التاريخ القديمة منها والمعاصرة بمئات  الخيانات حدثت وتحكمت في تغيير مجرى التاريخ ….

ولعل ما حدث للشيخ حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني يؤكد بما لا يدع مجالا لشاك أن صفوف حزب الله تم اختراقها مؤخرا وتحديدا قرب عملية اغتيال الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران،  وهى العملية التي تمت بخيانة واضحة وجلية عقب  حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود  بزشكيان الذي تولى منصبه خلفا للرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى نحبه في الطائرة المنكوبة ومعه وزير خارجيته أمير عبد اللهيان وهى الحادثة التي نفذتها اسرائيل ولم تعلن عنها ،بل وغسلت يديها منها …

ولم تكن عملية قصف أمين عام حزب الله عن إسرائيل ببعيد ، بل تتفاخر بها تل أبيب ليل نهار إذ تم قصفه بـ 80 طنا من المتفجرات ما أدى إلى دمار شامل بمقر إقامة نصر الله والذين معه، بالضاحية الجنوبية في بيروت..

 

فقد رصدت تل أبيب لعمليات التخلص من مناوئيها  ملياري دولار ؛ لتجنيد الجواسيس البشرية واستخدام أحدث التكنولوجيا في تعقب الشهيد نصر الله ، ولأول مرة يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بأحدث أساليبه المتطورة للتخلص من الرجل الذي حير اسرائيل وأجهزة استخباراتها وعلى رأسها جهاز الموساد الذي أشرف على عملية الاغتيال من الألف إلى الياء بمساعدة من جهاز الشاباك بعد أن نجا نصر الله من 5 محاولات اغتيال أخرها دس السم في طعامه من خلال أحد أقرب مرافقيه وهى المحاولة التي تكتمت عليها تل أبيب من ثلاث سنوات بعد فشلها ولم يعلن عنها حزب الله لتفاهتها بعد أن كشفها نصر الله بنفسه وهو يتذوق الطعام قبل أن يتناوله ..

 

ولعل ما يؤكد ما نشير إليه من تجنيد تل أبيب للجواسيس البشرية هو ما قام به حزب الله من قصفه لمقر جهاز الموساد الإسرائيلي في أسرع رد قام به حزب الله منذ تأسيسه في 1982 وتعاقب على رئاسته ثلاثة أولهم صبحي الطفيلي وأعقبه عباس الموسوي الذي تم اغتياله من قبل إسرائيل أيضا  ثم حسن نصر الله وأخرهم هاشم صفي الدين الذي حمل الراية بعد اغتيال سلفه نصر الله والذي قام بالإفصاح عن نفسه بقصف مقر الموساد الإسرائيلي الذي يقع في ضواحي تل أبيب…

 

وتشير المعلومات إلى أن عملية اغتيال نصر الله وقيادات الحزب  أطلق عليها الإسرائيليون اسم “النظام الجديد”، نفّذت بينما كان كبار ضباط حزب الله في المقر يشاركون في تنسيق العمليات ضد إسرائيل.

 

وبدأ الهجوم بعد إسقاط طائرات سلاح الجو 80 قنبلة خارقة للتحصينات من نوع “هايفي هايد” MK84 حيث تزن الواحدة طناً، بحسب تقرير لـ”هيئة البث الإسرائيلية”.

 

وتعد كل  قنبلة قادرة على اختراق التحصينات بعمق يراوح ما بين 50 إلى 70 متراً تحت الأرض.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق