أقلام حرّة

تغيير الإدارة الحاكمة في غزة

 

تحليل وقراءة 

د.عزام أبوليلة

لعل ما كشفت عنه الإدارة الأمريكية وكشف عنه دينس روس مبعوثها السابق للشرق الأوسط عن أن هدف الحرب في غزة هو تغيير نظام حماس المسيطر والحاكم في القطاع واستبداله ل
بآخر يكون مصنوعا على عين الأمريكان وإسرائيل والأصدقاء من الحكام العرب.. وهو التصور الآن الذي يدفعهم لاستمرار الحرب رغم الخسائر المؤلمة في محاولة لاستغلال الفرصة بعد أن تم تدمير غزة خلال الأسابيع الماضية وإدراكهم أن بقاء المقاومة الفلسطينية في غزة وعلى رأسها حماس هو هزيمة منكرة لإسرائيل.. لكن السؤال ..هل فعلا تستطيع تل أبيب والإدارة الأمريكية والأصدقاء العرب أن تمحو حماس والمقاومة من غزة.. وهل تستطيع استبدالها بإدارة أخرى مدججنة تابعة على الأقل تكون خانعة بينهما تعاون وتنسيق أمني كإدارة السلطة الفلسطينية في رام ورئيسها محمود عباس أبومازن.. ؟.. هذا ما يمكن أن نقول إنه يصعب تنفيذه في سيناريو الحرب في غزة.. لعدة أسباب أهمها
_ إذا كان الأمريكان نجحوا في ذلك في حرب الخليج الثانية وتغيير نظام صدام حسين واستبداله بمجموعة من العملاء والجواسيس فإن ذلك مستحيل في الحالة الغزاوية لأن الحاضنة الشعبية ملتفة بقوة حول المقاومة بل نستطيع أن نقول إذا كانت حماس عشرات آلاف من المقاتلين فإن أهل غزة المليونين وثلث متعاطفون معهم ..
_ يستحيل هذا السيناريو الأمريكي الذي تم في العراق لأنه تم خيانة صدام حسين من قيادات الجيش بعد شرائهم بالدولار وهذا يستحيل في حالة قيادات أو مقاتلي حماس بقناعاتهم القتالية
_ يستحيل اقتلاع حماس من غزة والمقاومة لأن المقاومة نجحت فى تربية وتعميق فكر المقاومة في القطاع فما رأينا أحد أهالي غزة المنكوبين يسب المقاومة أو حماس لأن الجميع مؤمن بالقصبة إيمانا راسخا لا يتزعزع
_ عقيدة المقاومة الفلسطينية وحماس الجهادية عقيدة استشهادية متمكنة من نفوسهم إما النصر أو الشهادة ويختلف هذا عن الحالة العراقية والجيش العراقي النظامي وأخطر ما يمكن أن تواجهه إسرائيل والأمريكان هي هذه الروح الجهادية التي تقاتل بها المقاومة.. فما يضيرهم لو ماتوا جميعا شهداء قضيتهم وأرضهم والقدس والأقصى فقد وهبوا أنفسهم لذلك ..لكن هل تتحمل إسرائيل والأمريكان الخسائر التي ستلحقها به المقاومة الفلسطينية إذ أنه لن تستسلم المقاومة أبدا ولن تكون حربا قصيرة.. كل ما يمكن أن نقوله إنها أوهام الهزيمة تسيطر على تل أبيب وحليفتها واشنطن في ظل صدمة السابع من أكتوبر التي إصابتهم بالصدمة الدماغية وقلبت لهم وعليهم الطاولة وكل اوراق اللعبة في المنطقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق