أقلام حرّة

بريغوجين….هل توقع نهايته المأساوية بعد فشل تمرده علي بوتين؟

 

 

 

 

بقلم/د.رضا محمد طه

 

 

بالعقل والمنطق لا أحد كان يتخيل ان الشعب الروسي سوف يقبل يحكمه رجل يقود مجموعة مسلحة “فاجنر” مرتزقة تقوم بادوار قذرة وينجم عنها ضحايا وابرياء. والاكثر مدعاة للسخرية انه عمل طباخا حيث كان يدير مطعم كبير فضلا عن انه سجين سابق، هذا الشخص هو يفجيني بريغوجين والذي قتل في حادث تحطم طائرة منذ ايام والتي يظن الكثير انها من تدبير الرئيس الروسي بوتين بسبب تمرد بيغوجين المعروف علي القوات الروسية وقيامه بما يقود من قوات مسلحة بالتوجه نحو موسكو علي وهم بأنه قد يصبح رئيسا بدلا من بوتين الذي صنع بريغوجين علي عينه.

 

توهم بريغوجين ان يصبح رئيسا لروسيا اذا ما تحقق له هدفه في ما جال في مخيلته بان يكون علي سدة الحكم في القطب الثاني علي العالم بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقد تكون نفسه قد سولت له انه سوف يكون في مصاف حكماء الاتحاد السوفيتي السابقين الذين شيدت لهم التماثيل في الميادين العامة في روسيا امثال ستالين وغيرهم من اسماء تستدعي ذكرهم الرهبة والديكتاتورية والسلطوية والاستبداد .

 

هل كان بريغوجين محدود الذكاء بحيث تم استخدامه وايقاعه في الفخ ثم خداعه بتلك البساطة المتوقعة؟ ام ان ذكاء العقول التي تدير الاستخبارات الروسية من الذكاء الكبير بحيث توقع بمن تراه خائن في نظرها لروسيا او تستخدمه لوقت كورقة او أداة تحقق عن طريقه ما تريده ثم تتخلص منه في الوقت المناسب وهذا التفسير الاخير هو الأقرب للواقع فيما يخص مقتل بريغوجين الواضح تدبيره وتخطيطه حيث حقق لروسيا أهداف كثيرة في أماكن عديدة من العالم وآخرها في أوكرانيا. لذا كان من الضروري التخلص منه وغسل الأيدي من جرائمه التي قد تكون تمت بتخطيط تلك العقول. عموما يحدث لأمثال بريغوجين نفس النهاية في معظم بلدان العالم والتي يتم فيها توظيف البعض لأغراض مشبوهة وغير انسانية فإن ضحايا ونهايتهم أكبر الظن سوف تكون مأساوية وهو ما حدث لبريغوجين منذ أيام.

 

“الجهول جسور” مقولة علي قدر كبير من الصحة فاغلب محدودي الذكاء تجدهم يندفعون او يقبلون- دون حسابات عقلية -علي أشياء سواء صفقات تجارية او مواقف تستدعي الاشتباك الجسدي او غيرها مما يتطلب أعمال العقل وتكون النتيجة ان يكون كثيرا من امثال هؤلاء من أصحاب الاموال والشركات والمقاولات والسيطرة علي الكثير من أصحاب العقول والاذكياء الذين تتملكهم الشكوك ويغلب عليهم التردد في إتخاذ القرارات السريعة بدعوي الحسابات العقلية وهذا مستوحي من مقولة شهيرة للفيلسوف برتراند راسل “مشكلة العالم ان الأغبياءوالمتشددين واثقون بأنفسهم أشدالثقة دائما اما الحكماء فتملأهم الشكوك”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق