أقلام حرّة
انتبهوا أيها الناس٠٠افيقوامن الغيبوبة
بقلم:أحمد مدكور
كعادتي اليومية٠٠قراءة الصحف لمعرفة آخر المستجدات علي الصعيدين المحلي والعالمي؛ فكما
يقولون:”أصبح العالم قرية صغيرة”
فمنذ الساعات الأولي من صباح الخميس الماضي ٢٠٢٣/٦/١م؛ فوجئت بعد عودتي إلي منزلي بعد
قضاء بعض الأعمال؛ التي احتسبها
عند الله مصداقا لقول سيدناالحبيب المصطفى المجتبى محمد صلى الله عليه وسلم :”من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم” أسأله سبحانه تبارك وتعالى التوفيق والسداد والرشد والعزيمة في الأمر
فوجئت بوجود حشد كبير من الناس
فتيقنت أن هناك أمرا جللا؛ فبعد إلقاء السلام سألت:”ما الأمر؟
فجاءني الرد وكان صادما بالنسبة لي؛ رغم أنني طيلة حياتي أبدو
متماسكا لإيماني العميق بربي ثم
ديني؛ ورضائي بقضاء الله وقدره
ولكنني بشر فقالوا لي:” البقاءلله٠٠
محسن اتوفي٠٠فصعدت إلي سكنه؛
حيث إنه جاري وعلاقتي به قوية
جدا؛ لأنه مثل أبنائي”أبو بكر ومصطفي وسيد”ربنا يحفظهم من
كل سوء ومكروه وشر ٠٠وكشفت وجهه – كأنه نائم-وكان وجهه رائعا
ابتسامة الرضا؛ وتركته ولم استطع
النوم؛ ثم فوجئت بكارثة لا تحدث إلا عندنا؛ سيارة متوقفة علي اليمين
ثم تأتي تريلا بمقطورة تصطدم بالسيارة من الخلف؛ لأننا لم نهتم
ببناء البشر٠٠سائق أرعن لم يتحكم في مكابح التريلا مما يعني أنه لم
يركز في قيادته؛ أتدرون ما حدث؟!
انقلبت السيارة وكانت بها أسطوانة
الغاز مما أسفر عن استشهاد وتفحم
٨ثمانية ركاب وإصابة٤ أربعة بإصابات خطيرة؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ٠٠ثم قلت لنفسي ما هذا الكم من الكوارث
والمصائب ولا نرتدع ولا نخشي الله
ودخلت علي”الفيس” ووجدت أخي
وزميلي”إبراهيم السيد” ينعي فلذة
كبده ابنه الصحفي “محمد إبراهيم”
فزاد الحزن والمرار لفقد الشباب٠٠
ثم صليت الفجر ويعلم الله مدي
المعاناة والألم؛ ودفنا محسن حوالي
الحادية عشرة صباحا؛ وحاولت النوم قليلا٠٠كيف؟
فعندنا ندوة ومناقشة كتاب الشيخ
“عماد المهدي” عن فضيلة”إمام الأئمة الشيخ الجليل محمد متولي
الشعراوى” يرحمه الله تبارك وتعالى٠
ومنذ ذلك الحين أسأل الله أن يلطف بنا٠٠ربي ارفع مقتك وغضبك عن العالمين ٠٠ردهم إلي دينهم ردا
جميلا٠٠ارفع الغلاء والبلاء ٠٠طهر القلوب واشف النفوس المريضة الخبيثة التي تريد الشر بعبادك٠
صباح اليوم وتحديدا بعد الظهرالإثنين تاريخ” وكسة الخامس من يونية/حزيران اطلعت علي بعض الصحف” الوطن” ٠٠وفاة الملحن الشاب”محمد
النادي” عن ٣٩ تسعة وثلاثين عاما٠٠
من مواليد١٩٨٤م٠٠ولا حول ولا قوة إلا بالله ٠٠إنا لله وإناإليه راجعون٠٠
أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وترى الناس سكارى وما هم بسكاري ولكن عذاب الله شديد ٠٠الموت يأتي بغتة٠٠موت
” الفجاءة” يطارد الشباب٠٠راعوا الله ثم الوطن؛ واعملوا ليوم لا ينفع فيه”مال ولا بنون ولا مناصب ولا
كراسي زائلة” ٠٠افيقوا من سكرتكم
يرحمكم الله ٠٠استغفروا ربكم وتوبوا إليه يبدل سيئاتكم حسنات٠٠
اللهم إني قد بلغت٠٠اللهم فاشهد٠٠اللهم ارحم واغفر لوالدىي واخوتي وزوجتي وجميع موتى المسلمين ٠٠اللهم آمين وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وذريته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وأزواجه أمهات المؤمنين ياربنا عدد خلقك ورضانفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك٠
أحمد مدكور