توك شو
امال ماهر والامير اندرو

بقلم: يحي سلامة
اعتاد القراء ان يبدأوا قراءة الجريدة من الصفحة الأولي أو (المانشيت) بلغة الصحافة.
غير ان الأمر كان مختلفا بالنسبة لي ولمعظم جيلي عندما نمسك بجريدة (الأخبار) فأول مانبدأ به الصفحة الأخيرة وتحديدا الكاريكاتير اليومي بريشة الفنان الراحل (مصطفي حسين) وقلم الكاتب الساخر العبقري الراحل (أحمد رجب) .
والحقيقة انهما مثلا حالة (ربما لم تتكرر في ابتكار الشخصيات الكاركاتيرية وربطها وتفاعلها مع الواقع ومجريات الأحداث المحلية والعالمية)
ومن ضمن هذه الشخصيات كانت شخصية (الكحيت) التي برعا الاثنان في رسمها سواء بريشة مصطفي حسين او بعبارات احمد رجب الساخرة.
وقد تصادف ان الأمير (أندرو) شقيق الامير (تشارلز) ولي عهد بريطانيا قد انجب مولودا في بداية التسعينيات وأعلن وقتها انه يبحث عن اسم لذلك المولود طالبا من الجمهور ان يقترح عليه (اسم للمولود)
واذا يطالعنا الثنائي المدهش (مصطفي حسين واحمد رجب) بكاريكاتير يظهر فيه الكحيت بملابسه الرثة الممزقة ومن خلفه النافذة ذات الزجاج المكسور والذي تم استبداله بقطعة (كرتون) وزوجته الجالسة علي الأرض المتسعة (لخلوها من الاثاث) محتضنة طفلها الرضيع بين يديها والكحيت يقرأ الجريدة جالسا علي كرسي (وهذا الكرسي بالمناسبة هو قطعة الموبيليا الوحيدة الموجودة في المنزل) .
ويتحدث الي زوجته في لهجة من التعنيف والتأنيب قائلا لها بالحرف الواحد.
(زيت ايه وسكر ايه اللي بتفكري فيه ياولية
الأمير أندرو موش لاقي اسم لابنه فكري معايا كده في اسم مناسب)
تذكرت هذا الكاريكاتير وأنا أتابع خلال الأيام الماضية بحث الجمهور وحالة الاستقصاء والاستنفار في عالم السوشيال ميديا حول اختفاء المطربة امال ماهر ونسج الاقاويل والروايات حول اختفائها حتي ظهرت في فيديو وطمأنت جمهورها العريض الذي انشغل بالبحث عنها وترفع عن الاهتمام وسما فوق احتياجاته المعيشية من السلع الأساسية (كالزيت والسكر) وتفرغ للبحث عن امال ماهر
لنري في الأخير أن عبقرية الثنائي (مصطفي حسين واحمد رجب) تكمن في أنهما لم يتحدثا في الكاريكاتير عن حالة بل انهم تحدثوا عن شخصية نمطية موجودة وحية تتعامل مع الاحداث بنفس منطق (الكحيت) رغم مرور اكثر من 30سنة علي الكاريكاتير
ليثبتا في الأخير انهما رسما شخصياتهم من الواقع وليس من الخيال وهذا ما اثبتته الأيام والأحداث