المميزةحوارات ساخنة
الناقد الفني محمد عبد الخالق في حوار خاص لبوابة صوت الوطن تحت الوصاية حقق المعادلة الصعبة وأغاني المسلسلات هى الحصان الأسود في دراما رمضان هذا العام
ثم يأتي دور المخرج ليترجم الكلمات والمواقف إلى صور حية يختار لها الممثل المناسب الذي يتلبس روح الشخصية ويصدقها أولا حتى يصدقه المشاهد.

حوار : نهى سالم
«السيناريو أساس العمل التلفزيوني فلا مسلسل بلا قصة» ،الكاتب «شكري أنيس فاخوري» أوجز موقفه بمقولةٍ «لجفري كاتزنبرغ»، الرئيس السابق لشركة “والت ديزني” قائلاً: “في عالم صناعة الأفلام المذهلة، يجب ألا نحيد عن مفهوم أساسيّ واحد: الفكرة هي الملك…” أي أنّ الفكرة هي أساس العمل الدرامي، إمّا تكون ناجحة أو هشّة”.
وبدورنا وبعد انتهاء الماراثون الدرامي فى رمضان ٢٠٢٣ كان لابد لنا مثلها مثل أي صناعة ذات ميزانية مالية ضخمة أن نسأل عن مستوى الدراما المصرية في صناعة الدراما على المستوى العالمى ولذلك أجرينا حوارا مع الناقد الفني محمد عبد الخالق الكاتب الصحفي بمؤسسة روزا اليوسف ومدير موقع في الفن
الي نص الحوار
من وجهة نظر الناقد الفنى «محمد عبد الخالق» بعد المارثون الدرامي فى رمضان ٢٠٢٣ هل يمكن لنا وضع بعض من المحتوى الدرامى المصري على مصاف العمل الدرامي العالمى؟
• على الرغم من مشاهدتنا لعدد كبير من الأعمال الدرامية في موسم رمضان 2023، لا يمكننا القول أن أيا من هذا الإنتاج يرقى إلى وصفه بالعمل العالمي، هناك بالطبع أعمال جيدة تفوقت على غيرها ولاقت استحسان الجمهور والنقاد، لكن في أفضل حال يمكن أن نقول عنها أنها أعمال يمكنها المنافسة المحلية عربيا ليس أكثر.
من بين (٣٣) عمل درامي «تحت الوصاية» إقترب بقوة للمحتوى الدرامى العالمي ، وموسيقى المسلسلات هذا العام كانت الحصان الأسود في دراما رمضان 2023
ما هو المسلسل الرمضاني الذي حقق عناصر المحتوى الدرامى العالمى ويمكنه المنافسة من حيث إتقان حرفة المحتوى الذي يحركه السرد؟
• للأسف نحن نعاني من خلل واضح في عناصر الإنتاج الدرامي، باستثناء بعض الأعمال القليلة التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة من بين حوالي 33 مسلسلا كانوا حصيلة الإنتاج الدرامي لهذا العام، ففي الوقت الذي شهدت فيه الصناعة على مستوى التقني تقدما ملحوظا في التصوير والإضاءة والمونتاج، لاحظنا تراجعا واضحا في الجانب الفكري وما يخص الموضوع والفكرة والمعالجة الدرامية، التي كنا متميزين فيها بقوة في العقدين الماضيين بقيادة مجموعة من الكتاب المبدعين الذين كتبوا أسمائهم في عالم الدراما بحروف من نور مثل أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد ومحمد جلال عبد القوي ومصطفى محرم ومحسن زايد وغيرهم، للأسف لم نصل بعد لمعادلة طرفي الصناعة الفكري والتقني.
رغم ذلك هناك محاولات فنية جادة استطاعت الاقتراب بقوة من النماذج التي نبحث عنها وعلى رأس تلك المحاولات مسلسل “تحت الوصاية” الذي نجح في تقديم فكرة مهمة وحساسة دون أن تطغى هذه الفكرة على باقي عناصر العمل، فشاهدنا مسلسلا مكتوب بشكل جيد، رسم مؤلفاه خالد وشيرين دياب شخصياته بحرفية ومنطقية ومصداقية عالية، وقدما حبكة جيدة خالية من الثغرات والقفزات غير المبررة، وفي الوقت نفسه حول المخرج محمد شاكر خضير هذا الورق إلى صورة رائعة كانت أقرب إلى لوحات فنية تحرك فيها الممثلون بتناغم بينهم وبين بعضهم وبينهم وبين عناصر الطبيعة التي يعيشون فيها.
تحت الوصاية» استطاع الإقتراب بقوة من تحقيق معادلة طرفى الصناعة العالمية للدراما من حيث التقدم الفكرى والتقني، واغانى المسلسلات لهذا العام كانت الحصان الأسود في دراما رمضان
كيف استطاع شرح العالم الذي يعيش فيه (البطل /الأبطال) بشكل واضح للجمهور ؛ محددا الهدف الذي يسعى له؟
• الوصول لتحقيق هذه المعادلة مسئولية يتحملها جناحي العمل، يحتاج كاتب ماهر يمتلك رؤية واسعة للفكرة، وثقافة بالموضوع الذي يتناوله في عمله، حتى يستطيع أن يقتنص التفاصيل التي تنقل العمل من قصة إلى حقيقة من لحم ودم يتفاعل معها المشاهد ويصدقها.
ثم يأتي دور المخرج ليترجم الكلمات والمواقف إلى صور حية يختار لها الممثل المناسب الذي يتلبس روح الشخصية ويصدقها أولا حتى يصدقه المشاهد.
كلما زادت العقبات التي تمنع البطل من تحقيق هدفه ، زادت صعوبة حياته . من وجهة نظر الناقد الفنى «محمد عبد الخالق» إلى أي مدى وفى أي مشهد نجح المسلسل فى توصيل الجمهور إلى شعور أنه تم بالفعل سد طريق البطل إلى النجاح؟
• في مسلسل “تحت الوصاية” باعتباره أفضل مسلسلات الموسم، نجح المخرج في الوصول إلى هذه اللحظة الشعورية الدقيقة في أكثر من موقف، أذكر منها مشاهد خروج منى زكي على المركب لأول مرة مع بحارة غرباء لا تعرفهم، وأيضا مشهد النهاية الحزين الذي خسرت فيه كل شيء، ورغم أنه كان قاسيا على المشاهد لكن كان ضروريا إيصال المعاناة إلى حدها الأقصى حتى يحدث التعاطف المطلوب مع القضية، ربما تجد حلا في يوم من الأيام.
هل لأول مرة استطاعت بعض العناصر الإبداعية التى قد يغفلها أحيانا الجمهور كالموسيقى المميزة أو رؤية التصوير وزواياه أن تفرض نفسها كإحدى عوامل التميز للعمل وما تعليقك على هذا ؟
• رغم ضعف مستوى دراما رمضان 2023 في المضمون والكتابة، كان واضحا جدا أن هناك تقدما ملحوظا في الجانب التقني، شاهدنا تصوير متميز سواء في التكنيك أو في جودة الصورة نفسها، والإضاءة أيضا كانت من العناصر المميزة في مسلسلات هذا العام استطاعت رسم الحالة النفسية للمشاهد بشكل جيد، أما الموسيقى وأغاني المسلسلات (التترات) فيمكن أن نقول إنها كانت الحصان الأسود في دراما رمضان 2023.