أقلام حرّة

الطب والجريمة

 

 

 

تقديم/دكتور رضا محمد طه

 

 

في وقت تزامن فيه نشر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي لجريمتين مروعتين والمتهم في كليهما طبيبان احداهما قام طبيب بقتل صديقه الطبيب ودفن جثته في عيادة الضحية ولم تكتشف حتي اشتم جيران الطبيب الضحية رائحة كريهة وابلغوا الشرطة ومن خلال تفريغ الكاميرات شوهد الضحية يدخل عيادته ولم يخرج منها للابد وكان صديقه الطبيب اخر من شخص كان معه وسبب فعلته تلك الجريمة الشنعاء كما يقال من اجل الاستيلاء علي نقود الضحية.

 

اما الجريمة الثانية فكان الضحية فيها استاذ ورئيس قسم القلب باحدي كليات الطب في جامعة اقليمية والمتهم طبيب ونائب بنفس الكلية وكان في قسم القلب قبل ان يتحول لقسم التشريح حيث تربص المتهم بالضحية وخلال مرور استاذ القلب ورئيس القسم علي مرضي القلب بالمستشفي الجامعي حاول المتهم قتله بمسدس اخبأه الا ان القدر حال دون أن تحدث جريمة قتل ولم تخرج الرصاصات من المسدس مما جعل المتهم يطارد الضحية ويضربه علي رأسه بالمسدس وانقذه الموجودين وادخلوه الرعاية المركزة في حالة حرجة.

 

الأطباء بالطبع قد يخطأون مثل باقي البشر لكن الأكثر مدعاة للاندهاش والتعجب ان يقدم طبيب علي قتل صديقه وزميل مهنة سامية طمعا في النقود والتي مهما كانت قيمتها لا تساوي ان يدفن طبيب شاب مقتولا في عيادته ويحرق قلب ذويه عليه ويحرمهم منه للأبد. اما الجريمة الأخري وان كان الله قد كتب للأستاذ الدكتور الضحية عمر جديد فمهما كانت المشاكل بينه وبين الجاني لا تجعل الاخير يقدم علي ما فعله في استاذه وصاحب فضل عليه.

 

ماذا حدث وتغير في المجتمع ليجعل البعض من المفترض انهم درجة كبيرة من الذكاء والتعليم يفعلون جرائم بهذا الغباء والحمق ولا يفعلها حتي البسطاء من الناس؟، هل هناك خلل وتقصير في أسلوب التعليم بحيث أصبح يعتمد علي الحفظ والتلقين بأكثر من الفهم ام تراجع الدور التربوي للجامعات في تعليم وبناء خريج متكامل علما واخلاقا وشخصية متزنة واثقة من نفسها؟ وهل ينسب التقصير ايضا للإعلام سواء المرئي او المسموع او المقروء واعتماده علي جذب المتابعين بالتفاهات والبرامج التي تؤدي الي تسطيح وتجريف العقول بأكثر مما تنمي وتوجه وتعلم الناس؟ ام يشترك في التقصير ايضا رجل الدين وأئمةالمساجد وشيوخها في حيود دورهم التوعوي وانحراف اهدافهم نحو حطام الدنيا الزائل؟.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق