أقلام حرّة
(السلاح الإقتصادى “سويفت” لماذا تخشاه روسيا؟)
بقلم فتحى ندا،
الخبير الإقتصادى والمستشار المالى
كلمة “سويفت” SWIFT: هي الاختصار بالإنجليزية لإسم < جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك> والإسم بالإنجليزية:
Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunications
جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك “سويفت” تأسست في عام 1973وأنشأت نظام اتصال بين البنوك حل محل النظام السابق “التلكس” ويٌستخدم الآن من قبل أكثر من 11000 مؤسسة مالية لإرسال رسائل آمنة وأوامر دفع. ومع عدم وجود بديل مقبول عالميًا، يعد هذا بمثابة سباكة أساسية للتمويل العالمي.
يقع مقر SWIFT في بلجيكا ويديره مجلس إدارة يتألف من 25 شخصًا، بما في ذلك ” إيدى أستانان” Eddie Astanin، رئيس مجلس الإدارة في مركز المقاصة الطرفية المركزي في روسيا. SWIFT ، التي تصف نفسها على أنها “أداة محايدة” ، تأسست بموجب القانون البلجيكي ويجب أن تمتثل للوائح الاتحاد الأوروبي.
إن إزالة روسيا من نظام SWIFT سيجعل من الصعب تقريبًا على المؤسسات المالية إرسال الأموال داخل أو خارج روسيا، مما يؤدي إلى صدمة مفاجئة للشركات الروسية وعملائها الأجانب -وخاصة مشتري صادرات النفط والغاز المقومة بالدولار الأمريكي.
كما سيؤدي الى حداث تقلبات في العملة الروسية والتسبب في تدفقات هائلة لرؤوس الأموال الى الخارج وقد سبق تقدير أثر ذلك بنسبة انكماش في الاقتصاد الروسي قد تصل الى 05% “من قبل الخبراء الروس”.
وكمثال لأثر العزل من “سويفت”: خسرت إيران ما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط و30٪ من التجارة الخارجية عندما قامت SWIFT بعزل البنوك الإيرانية في عام 2012 بعد أن فرض عليها الاتحاد الأوروبي عقوبات بسبب البرنامج النووي الإيراني.
حاليا تهدد الحكومات الغربية روسيا بحزمة عقوبات غير مسبوقة بهدف منع الرئيس فلاديمير بوتين من إتخاذ القرار بغزو أوكرانيا، من بين تلك الحزمة هناك إجراء واحد على وجه الخصوص يبدو أنه يبث الخوف في قلب الكرملين (البرلمان الروسي) ألا وهو: عزل البلاد عن النظام المصرفي العالمي، حيث اقترح المشرعون الأمريكيون في الأسابيع الأخيرة أنه يمكن إزالة روسيا من SWIFT.
وجاء رد كبار المشرعين الروس بالقول إن شحنات النفط والغاز والمعادن إلى أوروبا ستتوقف إذا حدث ذلك. إذا تم فصل روسيا عن سويفت، فلن نتلقى عملات أجنبية، لكن المشترين والدول الأوروبية في المقام الأول لن يتلقوا بضائعنا -النفط والغاز والمعادن والمكونات المهمة الأخرى.
الجدير بالذكر:
• أن روسيا اتخذت خطوات في السنوات الأخيرة لتخفيف الصدمة إذا تم إزالتها من نظام SWIFT. حيث أنشأت موسكو نظام الدفع الخاص بها، SPFS، بعد أن تعرضت للعقوبات الغربية في عام 2014 بعد ضمها لشبه جزيرة القرم. لدى SPFS الآن حوالي 400 مستخدم، وفقًا للبنك المركزي الروسي، أيضا قد يوفر نظام الدفع بين البنوك الجديد في الصين CIPS، بديلاً آخر لنظام SWIFT. قد تضطر موسكو أيضًا إلى اللجوء إلى استخدام العملات المشفرة. لكن هذه البدائل ليست جذابة.
• سويفت هي شركة أوروبية، وهي جمعية للعديد من الدول المشاركة. ولاتخاذ قرار بشأن قطع الاتصال، هناك حاجة إلى قرار موحد لجميع الدول المشاركة والتي في معظمها تربطها علاقات تجارية وثيقة مع روسيا وتعتمد عليها بنسبة كبيرة كمصدر للطاقة من الغاز والبترول.
• قد تكون قرارات الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى ليست كافية” إذ ليس هناك تأكدًا من أن الدول الأخرى ستدعم الإغلاق، خاصة تلك التي تتمتع بحصة كبيرة ومتوازنة في التجارة مع روسيا.