المميزةالنص الحلو

الرد على رسالة….الشخصية الحشرية

 

 

 

تقديم د. أمانى موسى

 

 

الشخص الفضولى

يقول عمر الخيام: “وأسعدُ الخلقِ قليلُ الفضول، من يهجرُ الناسَ ويرضى القليل”

ظاهرة مستجدة في المجتمعات، يعاني منها بعض الأطراف، إذ يعطي الشخص نفسه حق التعرف على معلومات لا دخل له بها، وفي هذه الحالة عدم ردع هذا الشخص يجعله رغماً عن أنفك مستمر فى فضوله واشباع رغبته فى جمع أكبر كمية من المعلومات عنك بغية إرضاء فضوله ويتطور ليصل للتحكم في ما لا يعنيه.

شخص لا يمتلك الذكاء الوجدانى أو مهارات التواصل الجيد، فهو لم يشعر بما تبديه من علامات الضيق الذى يظهر من نبرات صوتك وايماءات وجهك، ردودك الباردة عليه، وابتعادك عنه وانشغالك عن حديثه ، يجعل تدخله يزيد من اختراق خصوصياتك بطريقة غير لائقة .

حتى الفضوليون أنفسهم يشتكون من فضوليين آخرين! كما أننا غالباً ما نفقد الأمل بالتخلص من الشخص الفضولي دون إحراجه أو جرح مشاعره، وغالباً ما تكون النتيجة انفجارٌ عظيم بعد صبرٍ طويل قد يبدو غير مبرر لمن لا يعلم أي معاناة نعيشها مع الفضولي.

 

 

أنواع الشخصية الفضولية:

1. الشخصية الفضولية الخائفة:

هى الشخصية الحذرة التى تسأل كثيرا – في اللقاء الأول تحديداً .

هذا الشخص يلازمه احساس بأنه معرض للخطر، ومن الصعب عليه الوثوق في الأشخاص مباشرةً، وبعد مرور فترة من العلاقة واكتساب الثقة سيختفي الحس الفضولي لديه تدريجياً حتى ينتهي تماماً، فبمجرد إحساسه بالأمان والثقة تجاه الأشخاص الجدد يختفى الخوف الذي يجعله فضولياً.

2. فضولي البينج بونج:

هذا الفضولي مظلوم غالباً، لأنه يعبر عن رغبته بطريقة خاطئة، فهو على أرض الواقع يريد أن يتحدث عن نفسه وأن يخبركم عن بعض تفاصيل حياته الشخصية، لكنه في نفس الوقت يحاول استثارة السؤال لديكم.

يخبرك أشياء خاصة عن تفاصيل حياته، ولكن يتبع الأسلوب الخاطىء، فيسأل أسئلة يمكنك اعتبارها أسئلة فضولية؛ ولكنه ينتظر أن تسأله الأسئلة ذاتها ليخبرك بما يريد أن تعرفه عن نفسه، ويمكن أن يطرح معلومات خاصة عن نفسه، والقصد منها أن تُجبه عن أسئلة ضمنية لم يطرحها.

3. الفضولي بالفطرة:

هو الفضولي الذي لا يتأثر غالباً بالمواقف المحرجة للأشخاص الآخرين الناتجة عن فضوله، كما أنَّه لا يهتم كثيراً عند صده أو إبداء عدم الرغبة في الإجابة عن أسئلته، كما أنَّه يتصف بعدم امتلاكه أي محفزات موضوعية تجعله يرغب في معرفة معلومات عن الأشخاص الآخرين، بقدر ما يكون سبب هذه الرغبة بناء شخصيته؛ لذا فإنَّ الأمر يُعدُّ آمناً وجيداً؛ ذلك لأنَّه لن يستخدم أي معلومة يعرفها ضدك أو أنَّه لن يمتك هذه الرغبة.

4. فضول الثرثار:

يرغب هذا النوع من الفضوليين في معرفة كل شيء عن الآخرين ليتمكن من الحصول على مواضيع يتحدث بها، وهذا النوع يُعدُّ من أكثر أنواع الفضوليين إزعاجاً على الإطلاق.

5. فضول الصحفي:

لدى الشخص الذي يتسم بهذا النوع من الفضول رغبة هادفة وإرادية في اكتشاف سر يحاول صاحبه إخفاءه ليصنع من خلاله فضيحة مزعجة للشخص نفسه، كما أنَّه يبذل مجهوداً كبيراً في الحصول على هذه المعلومة التي يمكن أن تشكل علامة مميزة لفضحه.

*كيف نتعامل مع الشخص الحشري*:

– تجنب التعمق في الحديث، والحرص على كلماتك جيدا وأنت تناقشه .

– الحرص على الحديث السطحي دون الخوض بعمق في أي أمر ما.

 

– لا تطرح عليهم أي سؤال، حتى لا ينتهزون الموقف ويردون بأسئلة.

 

– حافظ على الإجابات الطريفة وأنت ترفض أن تحكي أو تقص موقف ما حتى لا تقوم بإحراجه إن كان من المقربين.

 

– أن تزرع كلمة ” الأمر غير مهم ، فلا داعي للسؤال” حتى يصل الأمر إليه بطريقة غير مباشرة والحديث عن شيء آخر مباشرة.

 

– تحويل المواضيع عن طريق الانتهاء من إجابة سؤاله، ثم الانتقال مباشرة إلى حياته الخاصة لتزاحمه بأسئلة تجعله يكف عن السؤال عنك.

 

– الكذب الأبيض، لا ضرر من الكذب في تلك المواقف في حال كان الأمر لا يعنيه وأنت تريد أن تستعين بالكتمان كي يتم ولكن أحرص على أن يكون تهربك بشكل لبق وغامض لا يريحه.

 

– أستعن بالإجابات الغامضة في الكثير من أسئلتك والتي تجعله يتوه بين أي من الأمور يرغب في معرفتها.

– تجنبه عن طريق لغة الجسد، في حال أن الأمر ازداد سوءا أعتمد على وضعية الجسم المغلق، فابعد اتجاه جسمك عنه قليلا وكتف ذراعيك لتتجنب أن تلتقي عيونكما. وفي هذه الحالة، بإمكانك أن تلجأ إلى هاتفك وتنشغل بمراسلة شخص وهمي.

 

*كيفية وضع الحدود مع الشخص الحشري*:

– الخطوة الأولى هي رفع مستوى الوعي الخاص بك بهدف فهم التعامل مع الأشخاص الذين يقومون بمحاولات التدخل في حياتك بدوافع مثل الفضول.

 

– العمل على توضيح الحدود باستمرار أمامه، بالطبع بعد أن يقوم بتحديدها.

– إخبار الأشخاص الحشريين باستمرار حول الحدود في الحياة اليومية من خلال التحدث معهم بشكل مباشر ومحاولة إلزامهم بالحدود الشخصية.

 

– توضيح العواقب التي يمكن حصولها عند تخطيها من قبلهم.

 

– تقييم الفعالية الخاصة بوضع الحدود للآخرين الحشريين بشكل منتظم ومستمر والنظر بمدى التزامهم بها لإجراء التعديلات الضرورية.

 

– التمسك بأن تكون لبقا في الحديث مع الأشخاص الحشريين وإبلاغهم حول الحدود الخاصة.

إذا كانت الظروف تسمح يمكن أن تعتذر عن الإجابة بلطف عن الأسئلة التي تعتبرها تتعدى حدود الخصوصية، يمكن أن تقول “أعتذر منك لكني لا أحب التحدث بهذه الأمور مع أحد”.

كما يمكن أن نقدم إجابات مبهمة وغير واضحة إذا لم نتمكن من الاعتذار أو إذا لم يكن الاعتذار مجدياً، فإذا كان السؤال “كم يبلغ راتبك الشهري؟” نستطيع أن نتجنب الأرقام ونجيب أجوبة مبهمة مثل “الحمد لله مستورة”، ونتمسك بهذه الإجابة مع تكرار السؤال.

فإذا سألك زميلك مثلاً عن رصيدك البنكي، ارسم علامة التعجب على وجهك وكرر السؤال بذهول “كم أملك في رصيدي البنكي؟!” فقط، وإذا لم تصل الرسالة أخبره بشكل مباشر أن هذا شأن خاص.

يمكنك أيضاً اتباع الأجوبة الدبلوماسية، فإذا واجهت سؤالاً غريباً في الحافلة من شخص لا تعرفه وكان كبيراً في السن فلن ترغب بنهره أو جرح مشاعره، وكان السؤال مثلاً “هل أنت سعيد بزواجك؟” يمكن أن تحوِّل الموضوع إلى حوار عن فلسفة السعادة والزواج “السعادة غاية لا تدرك كما أن السعادة أمر نسبي، هل كنت سعيد بزواجك يا عم؟!”.

أحياناً يجب أن تغير الموضوع أو أن تبدو مشغولاً فجأة عند تعرضك لأسئلة لا ترغب بالإجابة عنها.

 

*الطريقة القاسية في تجنب الفضوليين*:

ضاقت بك السبل ولم تتمكن من تجنب الفضوليين بدبلوماسية، عندها قد ترغب بالصراخ والتهديد وربما تطرده من بيتك إذا كان ضيفاً أو تغير مقعدك في الحافلة، لكن حتى هذه الطريقة يمكن أن تجعلها لطيفة قدر الإمكان:

 

عندما يطرح عليك السؤال.. أجب بالسؤال التالي مع إبداء انزعاجك “لما تتوقع أنني سأجيبك عن هذا السؤال؟!”

أيضاً يمكنك أن تقول ببساطة “لا أعتقد أن علاقتنا تسمح بطرح هذا النوع من الأسئلة، أليس كذلك؟!”

يمكنك أحياناً أن تستهزئ بالسؤال نفسه، فإذا سألك مثلاً “متى ستتزوج؟” أجبه بسخرية “عندما يخرج جدي من قبره”.

ربما ستضطر بعد هذه المحاولات إلى أن تكون أكثر مباشرةً وتقول له: “توقف عن هذه الأسئلة لن أجيبك عن أي منها ولا أريد أن تسألني إياها، ابحث عن شيء مفيد!.

إذا لم تنفع كلُّ الطرق السابقة… تصرف على طريقتك.

ختاماً…. جميعنا يعلم كم هي مزعجة الأسئلة الشخصية، فلا يوجد ما هو مزعج أكثر من سؤالك عن ديانتك أو عن علاقتك بزوجتك وأسرار منزلك، لكن جميعنا يفضل أن يجد حلولاً دبلوماسية لا تجعل منه جلاداً بعد أن كان ضحية لشخصٍ فضولي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق