المميزةالنص الحلو
الرد على رسالة اعتذرلى ….شكرا

تقدمه..
د.أماني موسى
الإعتذار فن إنساني لا يتقنه جميع البشر، رغم أنه لا يتطلب علماً أو ثقافةً كبيرين، بل شيء من أدب وتواضع، وقدرة على كبح جماح النفس الأمارة بالسوء، فثقافة الإعتذار تغيب عن مجتمعاتنا، وتتسبب في العديد من المشكلات وإلى شروخ مستمرة في العلاقة بين الشركاء.وهى لا تعني أن يعتذر الرجل فقط على خطأ ارتكبه تجاه شريكته، لأن الجنسين يعانيان من افتقاد هذه الثقافة، والذى يؤدى بدوره إلى تحول الاختلاف إلي خلاف بين الطرفين ويتطور الأمر إلي صدام ثم خصام وتزداد الفجوة بينهما وكل طرف يتخيل أنه علي صواب ويرفض التنازل أو الإعتذار عن الخطأ الذي ارتكبه، أو حتي البدء بالصلح بسبب الكبر والعناد والكرامة.
الإعتذار ليس دليل ضعف أو فشل، كي نخجل منه، يكفي أن نعلم أن مجرد الاعتذار، هو اعتراف بالخطأ ورجوع عنه، وبالتالي فإن ترجمة هذا الشعور إلى فعل حسي ملموس، يحتاج إلى قوة محركة تجبر النفس على النزول إلى الحق ومحاسبة ذاتها، وهذا لا يكون إلا عند من ملك صفة الشجاعة.يعتقد كثيرون أن الاعتذار نقطة ضعف لا يجب إظهارها، كونها دليل انكسار وهزيمة لا تليق بهم، ومن هذا المنطلق فإن أشد المكابرين الرافضين للاعتذار، هم من الذين يصنفون أنفسهم كطبقة مثالية لا تخطئ وإن أخطئت فهي سامية لا تعتذر لمن هم دونها مرتبة، وفي هذا شيء من صفات الشيطان ألا وهو الكِبَر.الاعتراف بالخطأ فضيلة، والاعتذار عنه فضيلة أخرى، كلاهما فضيلتان تعززان الحفاظ على روابط الألفة والمحبة بين البشر، وهما في نفس الوقت وسائل تمنعنا من فقدان من نحب. الاعتذار بلسم يشفي الكثير من الجروح، ويمنع تطور الخصومة إلى جفاء فعداوة!
يتحدد مدى تأثير غياب الإعتذار من خلال عدة معايير، منها معدل تكرار عدم الإعتذار، وعمق العلاقة بين الطرفين، وحجم الأذى الذي تسبب فيه الطرف المخطئ.
كلما كان غياب الاعتذار دائماً ومكرراً في العلاقة، مع عدم الاعتراف بالخطأ، يصير الأمر مجهداً جداً، وقد يؤدي لمشاكل كبيرة في العلاقة، قد يتسبب في إنهائها بشكل مأساوي.
وبالطبع يعتبر عمق العلاقة عاملاً في الأمر، ويؤثر على الوقت الذي نحتاجه لتجاوز الموقف،
و يتعلق سلوك عدم الاعتراف بالخطأ بالشعور الذاتي للشخص نجد أن “بعض الناس لديهم ما يُدعى بـ “الأنا الهشة”، ويعتقدون أن استيعاب الحقيقة سيكون محطماً نفسياً بالنسبة إليهم، لذا فآليات دفاعهم تفعل شيئاً يجنبهم الشعور بذلك. سلوك “الأنا الهشة” لدى الأفراد الذين لا يعترفون بالخطأ ،”إنهم يشوّهون إدراكهم للواقع كي يجعلوه أقل تهديداً لذاتهم و آليات دفاعهم تحمي أنانيتهم الهشة عن طريق تغيير الحقائق ذاتها في أذهانهم حتى لا يكونوا مخطئين أو مذنبين”.
الاعتذار بين الزوجين: متى وكيف يكون؟
لأن الخطأ أمر وارد ، فإن الاعتذار شيء واجب على من يُخطئ، وخاصةً الاعتذار بين الزوجين، لما له من فوائد عديدة في زيادة التقارب والتفاهم والمودة بينهما، لكن متى يكون الاعتذار واجبًا؟ وكيف يكون بطريقة صحيحة ترضي الطرفين؟
متى يجب الاعتذار بين الزوجين؟
يوجد أوقات لا بد وأن يقوم الطرف المخطئ بالاعتذار، وهي كالآتي:
*خرق القواعد المتفق عليها*
كل علاقة زوجية تقوم على إتفاقات يجب ألا يخل بها الطرفين حتى تستمر العلاقة، وفي حالة قيام أحدهما بخرقها، يجب أن يبادر بالاعتذار حتى لا يتسبب في بناء حاجز بين الطرف الآخر.
*الإهانة*
الإهانة من الأمور التي لا يتحملها أي شخص ، وفي حال حدوثها يجب أن يتم الإعتذار بين الزوجين من قبل الطرف المُخطئ؛ ليشعر الطرف الآخر باسترداد كرامته.
*التقصير*
غالبًا ماينتج من الانشغال في الأمور الحياتية أو الشعور بالتعب، فقد يقصر أحد الزوجين في علاقته وإهتمامه بالآخر، وحينها يجب على الطرف المقصر أن يبدي معرفته بهذا التقصير وتوضيح الأسباب ومحاولة تعويض الطرف الثاني عما حدث.
*الظلم*
قد يقع الظلم بسبب الشك أو تدخل الآخرين، أو عدة أسباب أخرى، لذا يجب التفكير مرارًا بالتصرف الذي فعله أحد الطرفين، حيث أن الظلم عواقبه سيئة على العلاقة الزوجية.
*كيفية الاعتذار بين الزوجين*؟
الاعتذار ليس كلمة تُقال، لكنه مشاعر يعبر عنها المخطئ حول شعوره بالذنب وسعيه لمصالحة الشريك وإسعاده، فالاعتذار هو إعادة بناء للعلاقة الزوجية من جديد، ويمكن أن يتم ذلك بعدة خطوات:
*القناعة التامة بالخطأ*
عند الذهاب للإعتذار، يجب أن يكون المخطئ على قناعة بأنه مخطيء، وأنه مستعد لتحمل ردود أفعال الطرف الثاني في مقابل مسامحته له، وهذا في حالة الأخطاء الكبيرة.
أما إذا كانت المشكلة بسيطة، فلا تستدعي تفكيرًا كثيرًا ويجب عدم التردد في تجاوز الأمور مع الشريك بأسرع وقت.
*وقت الاعتذار*
الإعتذار بين الزوجين يحتاج إلى معرفة الموعد المناسب، فهو أهم من الاعتذار نفسه، فيجب على الشريك تحديد الموعد والأجواء الملائمة لحدوث التصالح.
يفضل الانتظار حتى تهدأ الأمور بينهما، والتأكد من أن الطرف الثاني لديه القابلية في هذا الوقت، ويمكن معرفة هذا من خلال تهيئة المكان لجلسة رومانسية وتشغيل بعض الموسيقى المهدئة للأعصاب.
كذلك يجب معرفة الطريقة التي تتناسب مع هذا الشخص، فيوجد أشخاص يفضلون الاعتذار المباشر والاعتراف بالخطأ، وآخرون يفضلون الهدايا والطرق غير المباشرة.
*معرفة سبب الاعتذار*
لا يصح الذهاب للإعتذار على شيء لا تفهمه، فكثير من الزوجات يظهر عليهن علامات الغضب من الشريك دون توضيح السبب، وحتى يتجنب الزوج أن يقع في مشكلات عديدة يذهب للاعتذار من زوجته.
هذا التصرف يمكن أن يزيد الأمر سوءًا؛ لأن الزوجة تريد أن يهتم الزوج بمشاعرها أكثر من أنه يعتذر، والفعل الصحيح وقتها أن يواجهها ويسألها بشكل مباشر على سبب انزعاجها منه ثم يبدأ في التحدث معها لحل المشكلة.
*الإخلاص في الإعتذار*
الإخلاص في الإعتذار بين الزوجين يعني أنه ليس مجرد مصالحة، لكنه عهد بين الزوجين لعدم تكرار الخطأ.
عندما يشعر الطرف الثاني بأن المخطئ على دراية بخطئه، وأنه نادم ولن يكرره، فهذا سوف يسعده كثيرًا ويسهل من حدوث المصالحة.
يمكن التعبير عن هذا من خلال بعض الكلمات التي يقولها الشخص من قلبه دون إخفاء ما يشعر به، حتى يطمئن شريكه ويجعله ينسى ويتجاوز ما حدث بينهما.
يتضمن الإخلاص في الإعتذار أيضًا وعودًا حقيقية بعدم تكرار الأمر، فهذا من شأنه إنهاء الخلاف بصورة تامة.
*طرق الاعتذار بين الزوجين*
حتى يكون الاعتذار بين الزوجين سهلًا، يفضل الاستعانة بواحدة من هذه الطرق أو استخدام أكثر من طريقة معًا إذا كانت المشكلة تستدعي هذا:
*الاعتذار المباشر*
يتصور البعض أنها الطريقة الأسهل للاعتذار، في ما يعتبرها آخرون طريقة صعبة جدًا ويشعرون أنها تمس كرامتهم، وخاصةً في حالة التخوف من رد فعل الطرف الثاني ورفضه لهذا الأسف.
لذلك يمكن اعتبارها الخطوة الثانية التي يمكن تطبيقها بعد كسر الحاجز وإتمام المصالحة بين الزوجين.
*مداعبة الشريك*
إذا كانت المشكلة بسيطة، فيمكن تجاوزها دون اعتذار مباشر، وذلك من خلال المزاح، وخاصةً إذا كان يتمتع بخفة ظل، فهذا سيساعده كثيرًا في مصالحة شريكه بطريقة أسهل.
لكن يختلف هذا وفقًا لطبيعة الأشخاص، ففي حالة العلم أن الشريك لن يتقبل هذه الطريقة في المصالحة، فيجب تجنب تطبيقها.
*مساعدة الزوجة فى الأعمال المنزلية*
القيام ببعض الأعمال المنزلية أحد طرق الاعتذار بين الزوجين الجيدة، فهذه الطريقة تصلح إذا كان الزوج هو المخطئ، فعندما تلاحظ زوجته أنه يسعى لإرضاءها ومساعدتها فيمكن أن تمر المشكلة دون نقاش حاد أو جدال بينهما، لأن الزوجة تسعد كثيرًا بمساعدة الزوج لها.
يمكن أيضًا أن تقوم الزوجة بعمل شيء محبب لزوجها من أجل تمهيد المصالحة بينهما، بالإضافة إلى الظهور بإطلالة جديدة ولافتة.
*تقديم الهدايا*
بصرف النظر عن قيمة الهدية، فإن معناها يمكن أن ينهي أي مشكلة، سواء لدى الزوج أو الزوجة، فيكفي أن أحدهما فكّر في ما سيسعد الآخر.
كما يمكن استبدال الهدية برسالة مكتوبة تحتوي على بعض الكلمات الرومانسية وعبارات التقدير والاعتذار التي يصعب قولها بشكل مباشر.
ثقافة الاعتذار ممارسة تحتاجها مجتمعاتنا كثيراً، وينبغي زرعها في نفوس الأطفال، وبحيث تصبح جزءاً من ثقافتهم فتنعكس إيجابياً على مجمل علاقاتهم الاجتماعية لاحقاً، وعندها فقط سيستطيعون ممارسة الاعتذار بلا تردد ودون شعور بضعف أو خجل، فإن الدين المعاملة.
الاعتذار ليس كلمة تقال في زحمة الحديث وتبرير الخطأ، أو البحث عن مخرج من الورطة التي سببها سلوك ما خاطئ، الاعتذار يعني الاقتناع التام بأن هناك خطأ ينبغي تصحيحه، وهو ما أوجب الاعتذار، وبالتالي فإن نوع الاعتذار لابد وأن يقترن بنوع الخطأ وحجمه. أن نخطئ فنعتذر لا يعني أننا أشخاص سيئون، بل جيدون لأننا نحاول إصلاح أخطائنا، فليس من بشر معصوم عن الخطأ بعد الرسل.
الاعتذار الصحيح له شروط لابد من توفرها، وأهمها: سرعة المبادرة بالاعتذار، عدم محاولة تبرير الخطأ، الصدق في الإعتذار، عدم التعالي أو التلاعب بالكلمات، اختيار الوقت
قد تكون نية البعض بالاعتذار صادقة، لكن طريقة اعتذارهم ربما تزيد الأمر سوءاً، فتفاقم المشكلة بدل حلها، ومرد هذا الأمر جهل بثقافة الاعتذار والسلوك الذي ينبغي إتباعه، فالاعتذار هدية تعبر عن تقديرنا وحبنا أو احترامنا لمن أخطأنا بحقهم. اعتذر أولا عن الخطأ وبشكل واضح وصريح لا لبس فيه، ثم ناقش وبرر ووضح في حال دعت الضرورة لذلك.
*الاعتذار الصحيح له شروط لابد من توافرها*:
سرعة المبادرة بالإعتذار، عدم محاولة تبرير الخطأ، الصدق في الاعتذار، عدم التعالي أو التلاعب بالكلمات، اختيار الوقت والطريقة المناسبتين فليست كل الأخطاء واحدة.
*أنواع الاعتذار*:
*اعتذار شكلي*: أو سطحي وغالباً ما يكون رفعاً للعتب، لكنه بالعموم غير صادق.
*اعتذار مجاملة*: ويهدف لمجاملة شخص ما عن خطأ بسيط قد لا يستدعي الإعتذار وربما يكون بهدف لفت الانتباه.
*اعتذار سريع*: غالباً ما يتم تقديمه فور حدوث الخطأ، الذي ربما يكون عارضاً أو نتيجة سوء فهم، وسرعة الاعتذار لا تعني أنه رفعاً للعتب.
*اعتذار مجادلة*: هو اعتذار يصاحبه جدال لا يعترف بالخطأ، ويسعى لتبريره، وربما يكون اعترافا جزئياً بالخطأ أو رفعاً للعتب.
*اعتذار المكره*: يكون بناء على خشية من سلطة أو قضاء أو أشخاص ذوي نفوذ، أو تجنباً لخسارة شخص ما أو تلافي عقوبة.
*اعتذار صريح*: هو الاعتذار الواضح الذي لا لبس فيه، والناتج عن قناعة المعتذر بخطئه وسعيه لإصلاحه، ويركز على كسب ود الأخر.
*اعتذار عام*: اعتذار يسعى لكسب شعبية وهو الذي تقدمه شخصيات اعتبارية كالزعماء والمسؤولين، أو مؤسسات على صلة بالدولة والمجتمع.
*وأخيرا*
مثلما أن الاعتذار واجب، فإن قبول الاعتذار والصفح أوجب، لأنه خلق الكرماء والنبلاء، وقبول اعتذار المعتذر لا يعني قبولاً بالأمر الواقع أو ابتلاعاً للإهانة، بل تسامح وإنصاف وحفظ للود وروابط الأخوة والصداقة. في حالة الوالدين فإن قبول اعتذار الأبناء هو مساعدة لهم على البر بهما.
ثقافة الاعتذار ممارسة تحتاجها مجتمعاتنا كثيراً، وينبغي زرعها في نفوس الأطفال، وبحيث تصبح جزءاً من ثقافتهم فتنعكس إيجابياً على مجمل علاقاتهم الاجتماعية لاحقاً، وعندها فقط سيستطيعون ممارسة الاعتذار بلا تردد ودون شعور بضعف أو خجل، فإن الدين المعاملة.
وفي بعض المجتمعات يعتبر الاعتذار جزءاً من مقوماتها وثقافتها الفكرية، فتراهم يزرعون في أطفالهم ثقافة الاعتذار منذ الصغر، حتى أن الأمر عندهم وصل حداً جعلهم يقرنون الصفح عن المخطئ، أو تخفيف العقوبة عن المجرم بالإعتذار.