المميزةمن القلب للقلب

الرد على رسالة : أنوثة في خطر

 

تقدمه: د.أماني موسى

تتفشى في بعض البلدان والمناطق حول العالم ظاهرة مؤسفة تمثل أحد أبرز أشكال العنف ضد الإناث، وهي عادة ختان البنات التي تعد انتهاكا لحقوق الطفل والمرأة، واعتداء على إنسانيتها وصحتها.

يتبع ختان الإناث بعض المفاهيم الخاطئة عن الصحة، والدين، والقبول الاجتماعي، إذ تعتبره بعض الثقافات علامة للطهر والعفة، ورمزاً للنظافة الشخصية، ووسيلة للحفاظ على العذرية، فيما ينظر إليه البعض على أنه طقساً للبلوغ، وضرورة للزواج. إلا أن هذه الممارسة على العكس تماماً من هذه المعتقدات الخاطئة، حيث تسبب مضاعفات جسدية ونفسية خطيرة للفتيات.

تتفشى في بعض البلدان والمناطق حول العالم ظاهرة مؤسفة تمثل أحد أبرز أشكال العنف ضد الإناث، وهي عادة ختان البنات التي تعد انتهاكاً لحقوق الطفل والمرأة، واعتداءً على إنسانيتها وصحتها.

▪️منظمة الصحة العالمية:
هي عملية تصفها منظمة الصحة العالمية بأنها تشويه للأعضاء التناسلية الأنثوية أي عملية تتضمن إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية دون وجود سبب طبي لذلك.

▪️يعرف ختان البنات (بالإنجليزية: Female Genital Mutilation) بأنه الاستئصال الجزئي أو الكلي المتعمد للأعضاء التناسلية الخارجية للإناث، أو أي تشويه آخر للأعضاء التناسلية الأنثوية لأسباب غير طبية، بل على العكس تماماً، تتسبب عادة ختان البنات في الكثير من الأضرار الصحية والنفسية على الأنثى طوال حياتها.

تم ختان أكثر من 200 مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة اليوم في 30 دولة في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، إذ تشيع عادة ختان الإناث في هذه المناطق. وعلى الرغم من أكثر الدول لديها قوانين أو شكل من أشكال القرارات التي تحظر عملية الختان، إلا أنه يمارس على نطاق واسع باعتباره أحد الطقوس الثقافية أو الدينية.

▪️هل هي مشابهة لختان الذكور؟
الإجابة باختصار هي لا. ختان الذكور يتضمن إزالة القلفة (الحشفة) التي تغطي رأس القضيب. أما ختان الإناث، فيتضمن إزالة رأس البظر أو غطائه، ويكون لذلك عواقب صحية سلبية، خاصة أن درجات ختان الإناث كثيراً ما تتضمن أكثر من ذلك بكثير.

▪️كيف يتم ختان البنات :
تجرى عملية ختان الإناث في الغالب على الفتيات الصغيرات بين سن الرضاعة وسن 15 عاماً. ويتم تنفيذ عملية ختان الأنثى في معظم الحالات من قبل الختانين التقليديين الذين لا يملكون دراية طبية كافية.

تختلف طريقة ممارسة هذه العملية حسب المكان وحسب التقاليد، لكنها تجري في بعض الأماكن دون أي تخدير موضعي، وقد يستخدم موس أو سكين بدون أي تعقيم أو تطهير قبل إجراء عملية الختان.

-يمكن القول أن هناك 4 أنواع رئيسية من ختان الإناث:

▪️النوع الأول:
استئصال البظر (بالإنجليزية: Clitoridectomy)، وهي عملية إزالة كاملة أو جزئية للبظر الحساس والجلد المحيط به.
▪️النوع الثاني:
الاستئصال وإزالة جزء أو كل البظر والشفرين الداخليين المحيطين بالمهبل، مع أو بدون إزالة الشفرين الكبيرين الخارجيين الأكبر حجماً، أو الطي الجلدي الداخلي المحيط بالمهبل.
▪️النوع الثالث:
التخييط، وهو تضييق فتحة المهبل عن طريق عمل ختم من خلال قطع وإعادة ضبط موضع الشفرين الصغيرين والكبيرين -الطيات الخارجية المحيطة بالمهبل- ويتضمن ذلك عملية تخييط، ولا تترك سوى فتحة صغيرة للسماح بمرور البول ودماء الحيض، ثم فتح المهبل للسماح بالجماع والإنجاب لاحقاً.
▪️النوع الرابع:
يمثل هذا النوع من ختان البنات إجراءات أخرى ضارة بالأعضاء التناسلية الأنثوية، بما في ذلك وخز، أو ثقب، أو قطع، أو كشط، أو حرق المنطقة.

اضرار ختان البنات:
لا يوجد ما يسمى فوائد ختان البنات، إذ أن هذه الممارسة تسبب أضراراً جسيمة، بما في ذلك:

-ألم مستمر للفتاة.
-ألم وصعوبة ممارسة الجنس.
-الالتهابات المتكررة، التي يمكن أن تؤدي إلى العقم.
-نزيف وخراجات.
-مشاكل التبول أو حبس البول، أو سلس البول.
الاكتئاب، واسترجاع ذكريات الماضي، والذي قد يؤدي إلى إيذاء الفتاة لنفسها.
-مشاكل أثناء المخاض والولادة، والتي يمكن أن تهدد حياة الأم والطفل.
▪️مضاعفات ختان البنات :
يضر الختان بالفتيات والنساء من نواح كثيرة، وتنطوي خطورة ختان البنات على إزالة وإتلاف الأنسجة التناسلية السليمة والطبيعية للإناث، ويتداخل مع الوظائف الطبيعية لأجسام الفتيات والنساء.

وبشكل عام، تزداد مخاطر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية مع زيادة شدتها، والتي تتوافق هنا مع كمية الأنسجة التالفة. يمكن أن تشمل المضاعفات الفورية ما يلي:

  • آلام حادة مستمرة.
    نزيف مفرط.
    تورم الأنسجة التناسلية.
    حمى.
  • الالتهابات.
    مشاكل المسالك البولية.
    مشاكل التئام الجروح.
    إصابة الأنسجة التناسلية المحيطة.
    صدمة.
    موت بعض الفتيات بسبب فقدان الدم أثناء إجراء الختان، أوكنتيجة للتعرض لإصابة ما أو عدوى مباشرة أثناء عملية الختان.

▪️بينما تشمل المضاعفات طويلة المدى ما يلي:

  • مشاكل ومضاعفات متقدمة بالمسالك البولية، مثل التبول المؤلم، التهابات المسالك البولية.
    مشاكل المهبل، مثل إفرازات، أو حكة، أو التهاب المهبل الجرثومي والتهابات أخرى.
    مشاكل في الدورة الشهرية، مثل آلام الحيض الشديدة، وصعوبة في تمرير دم الحيض.
    ندبات وقطع شديد بالانسجة.
    مشاكل جنسية، مثل آلام أثناء الجماع، وقلة الرضا، وانخفاض الرغبة الجنسية.
    زيادة خطر حدوث مضاعفات الولادة، مثل صعوبة وتعسر الولادة، والنزيف المفرط، والولادة القيصرية، والحاجة إلى إنعاش الطفل، ووفيات الأطفال حديثي الولادة.
    الحاجة إلى عمليات جراحية لاحقة: على سبيل المثال، قد يؤدي إغلاق أو تضييق فتحة المهبل في النوع الثالت إلى إجراء قطع المهبل المحكم لاحقاً للسماح بالاتصال الجنسي والولادة وهو ما يعرف باسم ختان النساء.
    في بعض الأحيان يتم خياطة الأنسجة التناسلية مرة أخرى عدة مرات، بما في ذلك بعد الولادة، وبالتالي تخضع المرأة لإجراءات الفتح والإغلاق المتكررة، مما يزيد من المخاطر والمضاعفات الفورية وطويلة الأجل.
    مشاكل نفسية، مثل الاكتئاب، والقلق، واضطرابات ما بعد الصدمة.
  • ▪️اضرار ختان البنات بعد الزواج :
    تؤثر عملية ختان البنات بشكل كبير على الفتاة بعد الزواج، إذ تعاني الكثير من النساء مشاكل العلاقة الزوجية، والحمل، والولادة، فيما يلي بعض أضرار ختان البنات بعد الزواج:
  • آلام شديدة أثناء العلاقة الزوجية.
    البرود الجنسي لبعض الفتيات، ونقص الإحساس بالمتعة.
    الخوف من العلاقة الزوجية.
    صعوبة في الحمل.
    تعسر الولادة الطبيعية.
    الإصابة بالعقم.
    النزيف الذي قد يؤدي إلى الموت.
    يوصى في بعض الحالات، بإجراء جراحي يسمى إزالة العدوى، والذي يمكن أن يخفف ويحسن بعض الأعراض. كما يمكن إجراء الجراحة لفتح المهبل إذا لزم الأمر، وهذا ما يسمى إزالة الاحتقان.

يجرى كذلك في بعض الأحيان إجراء جراحي للنساء اللواتي يعانين من صعوبة في التبول، أو يواجهن مشاكل وآلام أثناء ممارسة الجنس.

▪️جذور ممارسة ختان الإناث في مصر؟
ختان الإناث يُمارس في مصر قبل ظهور الأديان السماوية، وهي ممارسة لها جذور إفريقية وليست دينية، هناك 28 دولة إفريقية وتقع أغلبها في وسط إفريقيا تمارس هذه العادة.

كما أن شعوب هذه الدول لا تجمعها ديانة واحدة، فمنهم مسلمين أو مسيحيين أو يتبعون ديانات أو عبادات أخرى، كما أن كثير من البلاد العربية والإسلامية في كافة أنحاء العالم لا تمارس ختان الاناث.
▪️رأي الديانة المسيحية في ختان الإناث :
ختان الإناث ليس ممارسة مسيحية والأسر المسيحية تمارس ختان الإناث مثل الأسر المسلمة؛ وذلك بسبب الأفكار والمعتقدات الاجتماعية الخاطئة.

كما أنه لا يوجد ذكر لختان الإناث في الكتاب المقدس، والديانة المسيحية تعتبر جسد الإنسان (المرأة والرجل) مقدساً، وترفض إهانته، المسيحية تحترم حق المرأة في علاقة جنسية ناجحة.

رأي الشريعة الإسلامية في ختان الإناث:
يرى كثير من ممارسي ختان الإناث أنه مطلب ديني، مع أن معدلات انتشاره تختلف في الغالب تبعاً للموقع الجغرافي والمجموعة العرقية.

وما يزال النقاش مستمراً حول مدى تأثر استمرارية الممارسة بالتقاليد والضغط الاجتماعي ونقص معلومات الرعاية الصحية ووضع المرأة في المجتمع وارتباطه بالدين دون أدّلة مؤكدة.
يقول الباحث في علوم الشريعة الإسلامية الشيخ، رياض درار، إن الختان هو عادة اجتماعية لا علاقة لها بسنة أو بدين، وبأن هذه العادة موجودة قبل بعث النبي (ص)، ويتحدثون عنها أنها من سنن الفطرة الخمس، وهي: الاستحداد وتقليم الأظافر ونتف الإبط وقصّ الشارب والختان، وبالتالي أوجبوه للذكور لأنه كان مستمراً في عاداتهم ولكن الذي حصل أن النبي (ص) حين كانت تُسلم الوفود لم يأمرها بالختان، ربما لأن بعضها كان مختوناً سابقاً لأنها من عادات العرب وأعرافهم، ولم تأتِ في نص لا في تنزيل ولا في أمر محدد من السنة.
ويُضيف: “بالنسبة للإناث أيضاً كان هذا الأمر موجوداً عند القدماء، وهناك من يُسمي الختان الفرعوني- وهو قطع البظر- وكانوا يستمدون حججهم في ذلك على تلك العادة السائدة ومع ذلك فإن النبي حين سمع الخاتنة وكانت تُسمى عندهم (الخافِضة) قال لها لا تنهكِ فإنه أحظى للمرأة وأحب إلى البعل، وهذا أمر فيه إشارة إلى أن العادة لم يستأصلها الرسول في زمانه، ولكن قال لها أمراً مهماً في هذه الحالة أن لا تقطعي وخذي قليلاً منه فقط”.

الدكتور حاتم عبدالعظيم، مختص في علوم الشريعة الإسلامية، يقول: “مسألة ختان الإناث لها ذكر في السنة النبوية وإن لم تصح أسانيد الروايات التي وردت فيها، ولكن يبدو أن هذا كان معروفاً في زمن النبوة ولما رويت هذه الروايات لم يستنكرها أهل الزمان من التابعين وتابعي التابعين إلى أن وصلنا الى مرحلة تدوين رؤية هذه الروايات، وتلقاها الناس بالقَبول مما يعني أن هذا أمراً معروفاً في زمانهم وفي بيئتهم هذا أولاً”.
ويتابع: “الأمر الثاني أنه ليس هناك خلاف على أن ذلك يقع في الإسلام من باب المكرومات في باب الآداب المندوب إليها وليس في باب الموجبات الشرعية فالخلاف فيه أمره يسير، الأمر الثالث أن مرد الفتوى فيه إلى الحاجة، وتقدير الحاجة يجب أن يكون لأهل الخبرة للطبيبة المسلمة الثقة، بمعنى أن ليس كل البنات يحتجن إلى هذه العملية، قد يكون هذا العضو بطبيعته ليس فيه زيادة، وبالتالي لا تحتاج البنت إلى خفضه، وقد يكون فيه زيادة تحتاج إلى خفض وهذا الخفض يجب أن يكون دقيقاً”.

 

▪️كيف تؤثر عملية الختان على الحياة الزوجية والإنجاب؟
تعاني الإناث اللواتي أجرين عملية الختان نفسياً من ممارسة العلاقة الحميمة، وتُصاب بما يُسمى بالبرود الجنسي، ورغم ذلك قليلاً ما تشكو المتزوجات من ذلك بسبب المجتمع.

الدكتور عمرو حسن، يشير إلى أن آثار ختان الإناث على العملية الجنسية بين الزوجين تتمثل فيما يلي:

–▪️ توهم القذف المبكر: أغلب الحالات التي يعتقد الأزواج أنهم يعانون من القذف المبكر ما هي إلا حالات بطء أو ضعف استجابة بسبب ختان الإناث، وليست حالات مرضية تحتاج إلى علاج.

–▪️ برودة جنسية: تعاني بعض الزوجات من برودة جنسية حيث إنه بتكرار الألم أثناء الجماع تكره المرأة العملية الجنسية، وبالتالي تكون سلبية مع زوجها أثناء هذه العملية وتعتبرها واجباً كريهاً لابدَّ منه، ومع تزايد صعوبة وآلام العملية الجنسية يظهر الرفض النفسي لها والذي يؤدي بدوره إلى صعوبة أكثر وآلام أشد أثناء الاتصال الجنسي.

–▪️ تشنج العضلات: عند ضعف أو سلبية التجاوب أثناء الاتصال الجنسي بين الزوجين تصبح العملية الجنسية بالنسبة للزوج عملية قذف للسائل المنوي فقط، وهذا يؤدي إلى نقص الاهتمام بهذه العملية والذي قد يؤدي إلى ضعف الانتصاب وسرعة القذف، ونظراً لأن بعض السيدات اللاتي أجرى لهن تشويه في الأعضاء التناسلية، يحتجن وقتاً أطول للوصول إلى الارتواء، فإن بعض الأزواج يلجأون إلى استعمال المخدرات وبالبذات الحشيش والترامادول و المنشطات الجنسية اعتقاداً منهم أن هذا يطيل العملية الجنسية.

أعادت صفحات أزهرية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، نشر فتوى للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف حول حكم الختان في الإسلام بالنسبة للمرأة، في ظل تصاعد أصوات شاذة تؤيد تلك المسألة بعد رفضها من قبل المؤسسات الدينية والطبية.

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حسم الحكم الشرعي في ختان الإناث، في الفتوى الصادرة عنه، حيث أكد أنه تبين للأزهر من خلال ما قرره أهل الفقه والطب الموثوق بهم وبعلمهم أن للختان أضرارا كبيرة تلحق شخصية الفتاة بشكل عام وتؤثر على حياتها الأسرية بعد الزواج بشكل خاص، بما ينعكس سلبا على المجتمع بأسره.

▪️مجمع البحوث الإسلامية :
وأضاف: بناء عليه قرر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بعد أن تدارس موضوع الختان من كل جوانبه الفقهية الصحيحة وبإجماع أعضائه أن الختان لم ترد فيه أوامر شرعية صحيحة وثابتة لا بالقرآن ولا في السنة.

وأوضح شيخ الأزهر أن الختان مجرد عادة انتشرت في إطار فهم غير صحيح للدين، وثبت ضررها وخطرها على صحة الفتيات وفقما كشفت عنه الممارسات التي أزعجت المجتمع في الأونة الأخيرة.

وشدد الإمام الأكبر على استقرار الرأي الشرعي والطبي على أن ختان الأنثى من العادات الضارة التي لا يدل على مشروعيتها سند صحيح أو دليل، وبذلك يكون محظورا ويكون إيقاع العقاب على من يزواله أمرا جائزا شرعا.

▪️الختان مخالف للشريعة والقانون
من جانبها، نشرت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي فتوى حاسمة بشأن قضية ختان الإناث أكدت خلالها أن الختان ليست قضية دينية تعبدية في أصلها، ولكنها قضية ترجع إلى العادات والتقاليد والموروثات الشعبية، خاصة وأن موضوع الختان قد تغير وأصبحت له مضار كثيرة جسدية ونفسية؛ مما يستوجب معه القول بحرمته والاتفاق على ذلك، دون تفرق للكلمة واختلاف لا مبرر له.

وأكدت الدار أن حديث أم عطية الخاص بختان الإناث ضعيف جدا، ولم يرد به سند صحيح في السنة النبوية، وأن عادة الختان عرفتها بعض القبائل العربية نظرا لظروف معينة قد تغيرت الآن، وقد تبين أضرارها الطبية والنفسية بإجماع الأطباء والعلماء، مشيرة إلى أن الدليل على أن الختان ليس أمرا مفروضا على المرأة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يختن بناته رضي الله عنهن.

وحذرت دار الإفتاء من الانجرار وراء الدعوات التي تصدر من غير المتخصصين لا شرعيا ولا طبيا، والتي تدعو إلى الختان وتجعله فرضا تعبديا، مؤكدة أن تحريم ختان الإناث في هذا العصر هو القول الصواب الذي يتفق مع مقاصد الشرع ومصالح الخلق.

 

ويحتفل العالم يوم 6 فبراير باليوم العالمي لرفض ختان الإناث، القضية التي وقف لها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية بالمرصاد لمواجهة مخاطرها.

والأزهر وافق على مشروع قانون يغلظ عقوبة ختان الإناث
وافقت هيئة كبار العلماء برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، على مشروع بقانون لتعديل قانون العقوبات “المادة 242 مكرر” بشأن تغليظ العقوبات الخاصة بختان الإناث.

كانت وزارة الشئون النيابية والتشريعية أحالت إلى هيئة كبار العلماء مشروع القانون لإبداء الرأي وذلك وفقا لاختصاص الهيئة.

-وينص التعديل على أنه مع مراعاة حكم المادة 61 من قانون العقوبات ودون الإخلال بأية عقوبة أشد بنص عليها قانون آخر، يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تجاوز سبع سنوات كل من قام بختان لأنثى بأن أزال أيا من الأعضاء التناسلية الخارجية بشكل جزئى أو تام أو ألحق إصابات بتلك الأعضاء دون مبرر طبى، وتكون العقوبة السجن المشدد إذا نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة أو إذا أفضى ذلك الفعل إلى الموت.

-كما نصت المادة الثانية بأن تضاف مادة جديدة برقم 242 مكررا “أ” إلى قانون العقوبات نصها الآتى 242، بأن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز ثلاث سنوات كل من قدم أنثى وتم ختانها على النحو المنصوص عليه بالمادة 242 مكررا من هذا القانون، فيما نصت المادة الثالثة على أن ينشر هذا القانون فى الجريدة الرسمية ويعمل به من اليوم التالى لتاريخ نشره.

ختان الإناث غير موجود في القرآن أو السنة
وأكد مجمع البحوث الإسلامية أن الختان لم ترد فيه أوامر شرعية صحيحة وثابتة لا في القرآن ولا في السنة وأنه مجرد عادة انتشرت في إطار فهم غير صحيح للدين وقد ثبت ضررها وخطرها على صحة الفتاة.

▪️رأي الأزهر في ختان الإناث :
رد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، على النائب العام بشان الحكم الشرعي في ختان الإناث، وأكد أنه تبين للأزهر الشريف من خلال ما قرره أهل الفقه والطب الموثوق بهم وبعلمهم أن للختان أضرارًا كبيرة تلحق شخصية الفتاة بشكل عام وتؤثر على حياتها الأسرية بعد الزواج بشكل خاص، بما ينعكس سلبا على المجتمع بأسره.

وتابع شيخ الازهر: «وبناء عليه قرر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بعد أن تدارس موضوع الختان من كافة جوانبه الفقهية الصحيحة وبإجماع أعضائه بجلسة 28 فبرير 2008 أن الختان لم ترد فيه أوامر شرعية صحيحة وثابتة لا بالقرآن ولا فى السنة، وأنه مجرد عادة انتشرت فى إطار فهم غير صحيح للدين، وثبت ضررها وخطرها على صحة الفتيات وفق ما كشفت عنه الممارسات التى أزعجت المجتمع في الأونة الأخيرة».

كما استقر الرأي الشرعي والطبي على أن ختان الأنثى من العادات الضارة التي لا يدل على مشروعيتها سند صحيح أو دليل، وبذلك يكون محظورًا ويكون إيقاع العقاب على من يزواله أمرًا جائزًا شرعًا.

وأكدت دار الإفتاء المصرية أن ختان الإناث «حرام شرعًا»، وطالبت الجهات والأجهزة المسئولة في الدولة بمزيد من الجهود لمواجهة ووقف هذه الظاهرة التي وصفتها بأنها ليست قضية دينية تعبدية في أصلها، لكنها قضية ترجع إلى الموروث الطبي والعادات.

وأفادت أمانة الفتوى بدار الإفتاء، بأن تحريم ختان الإناث هو القول الصواب الذي يتفق مع مقاصد الشرع، ومصالح الخلق، مشيرة إلى أن محاربة الختان تطبيق لمراد الله تعالى، بالإضافة إلى أنها عادة مخالفة للشريعة الإسلامية والقانون الوضعى، ساردة أدلة تحريم الختان، بدءًا من حديث أم عطية الضعيف، الذي رواه أبو داود في سننه، وحوي توجيها من النبي، صلى الله عليه وسلم، لأم عطية، «المرأة التي كانت متخصصة في ختان الإناث بالمدينة المنورة» وما تضمنه الحديث من قول النبي “اخفضى ولا تنهكي”، حيث أكدت الإفتاء أن أبو داود قال عقب رواية الحديث، أنه ليس بالقوة.

وأوردت الإفتاء أقوى أدلة القائلين بشرعية الختان، وهو ما ورد في حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: «إذا التقى الختانان وجب الغسل»، ما يكشف أن المرأة يكون الختان في حقها مشروعا مثل الرجل تماما، وردّت الإفتاء على هذا الحديث بتأكيد أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع العورة عند المرأة بلفظ الختان، دليل على الأدب النبوي، ولا يفهم منه شرعية الختان.

وذكرت أمانة الفتوى أن مجلة الأزهر في عددها الصادر عام 1951 لفتت إلى فتوى منقولة عن الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر، وعضو هيئة كبار العلماء، تتضمن عدم شرعية الختان طالما لا يوجد من ورائه هدف طبي أو فساد خلقي، وهذا ما استندت إليه مجلة الدكتور الطبية المتخصصة في ذلك الوقت بتأكيدها عدم وجود دواع طبية تستلزم إجراء الختان للإناث.

ورفضت أمانة الفتوى اتهامات التخوين والعمالة التي يرددها المؤيدون لختان الإناث، تجاه الرافضين والداعمين لرفضهم بأدلة شرعية.

▪️ختان الإناث ليس له علاقة بالعفة :
قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لا يوجد طبيبا متخصصا يقول بالختان للمرأة لأن عدم الختان تكون نضارة وجه المرأة.

وأضاف وسام، في البث المباشر لصفحة دار الإفتاء، أن النبي لم يختن بناته ولم يرد عن ذلك حديث لا صحيح ولا ضعيف ولا موضوع، ولذلك وجب القول بتحريم ختان الإناث، وبذلك خرجت دار الإفتاء المصرية بتحريمه، مشيرا إلى أن ختان الإناث لا علاقة له بالعفة لا من قريب ولا من بعيد، بالعكس قد يؤدي هذا إلى تنبه البنت مبكرا بالأفكار التي تجول في خاطر البنات.

وأكد أن عدم الختان يؤدي للتناغم بين الرجل والمرأة في العلاقة الزوجية، وهنا إشارة نبوية بأنه لا توجد زيادة في البنت كي يتم قطعها وإنما لها وظيفة، مضيفا العفة تأتي بالتربية من الأم لبنتها، تعلمها أن جسدها حر ويجب ألا تكون سلعة حتى يأتيها الحلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق