أسرار وحكاياتالمميزة
الذكري ال 110 لغرق السفينة تيتانك
"حمد حسب بريك" المصري الوحيد علي متن السفينة الإنجليزية العملاقة "تيتانك" التي غرقت عام 1912

لم يكن فقط المصري الوحيد علي متن “تيتانك” بل كان واحدا من الناجين من الموت من بين ركاب السفينة وكان وقتها في الأربعينات من عمره وعاد سالما إلي أهله وعاش بعد ذلك ما يقارب المائة عام (1864 – 1964)، وتوفي علي سريره بدون مرض، وظلت حكايته ورواياته عن رحلة تيتانك تراثا له، يتوارثه أحفاده جيلا بعد جيل.
وصدر حول حكايته كتاب: «تذكرة على متن تيتانيك» للصحفية المصرية ياسمين سعد.
كان حمد يعمل ترجمانا في شركة توماس كوك بمصر، مرشدا سياحيا ويقيم في منطقة كفر الجبل كواحد من الأغنياء وأسس علاقات جيدة مع العديد من الأجانب وكان يستضيفهم في بيته فدعاه صديق أمريكي وزوجته للركوب معه في تيتانك في رحلتها لأمريكا ردا لكرمه معهما في زياراتهم المتعددة لمصر، وكان حمد واحدا من 88 عربيا علي متن السفينة العملاقة أغلبهم من اللبنانيين وبعض السوريين وهو المصري الوحيد، وكان له الفضل في إنقاذ صديقه الأمريكي وزوجته.
ويعد غرق تيتانك أكبر كارثة بحرية في القرن العشرين حيث وقعت في الصباح الباكر من يوم 15 أبريل 1912 في شمال المحيط الأطلسي بعد أربع أيام من بداية رحلتها الأولى من ساوثهامپتون ببريطانيا إلى مدينة نيويورك.
كانت أكبر سفينة ركاب في ذلك الوقت، كان على متنها نحو 2224 شخصا عندما إصطدمت بجبل جليدي يوم الأحد 14 أبريل 1912، وغرقت بعد ساعتين وأربعين دقيقة يوم الأثنين 15 أبريل، وهو ما أدى إلى موت أكثر من 1500 شخص، مما جعلها واحدة من أكبر الكوارث البحرية المميتة وقت السِلم في التاريخ.
وقيل أن مكان الإقامة الخاص بالركاب خاصة الدرجة الأولى كان “منقطع النظير ورائع وبالنسبة للأسعار في الدرجة الأولى فقد بلغت تكلفة أجنحة پارلور (أغلى الأجنحة وأكثرها فخامة على السفينة) مع ممشى خاص أكثر من 4,350 دولار أمريكي (ما يعادل 110,310 دولار أمريكي في سنة 2017) من أجل رحلة ذهاب فقط عبر الأطلسي، وحتى الدرجة الثالثة على الرغم من كونها أقل فخامة بكثير من الدرجتين الأولى والثانية إلا أنها كانت مريحة بشكل غير عادي بالنسبة لمعايير هذا الوقت وتم تزويدها بكميات وفيرة من الطعام الجيد، ووفرت للعديد من ركابها ظروفًا أفضل في الإقامة.
صدمت الكارثة العالم وتسببت في غضب عارم واسع بسبب النقص في قوارب النجاة واللوائح المتراخية والمعاملة غير المتساوية لدرجات الركاب الثلاث خلال الإخلاء.
أوصت التحقيقات اللاحقة بسبب هذه الحادثة بإجراء تغييرات شاملة في الأنظمة البحرية، مما أدي إلي إنشاء الاتفاقية الدولية لسلامة الحياة في البحر (SOLAS) في سنة 1914، والتي لا تزال تحكم السلامة البحرية حتي اليوم.
وأنشأ في بلفاست حديثا متحف يرصد القصة المأساوية للسفينة تيتانك في أحد أجدد متاحف بلفاست وأكثرها تطورا، ويقع المتحف وسط ورش السفن التي شيدت فيها السفينة تيتانك، بدون وجود أي من آثار السفينة الأصلية ولكن تم وضع مجسمات تمثل جوانب من السفينة وحفظ لقائمة ركابها وطاقمها والشركة المالكة لها تخليدا لذكرى واحدة من أشهر كوارث القرن العشرين، ووضعت عشرات النُصُب التذكارية في أماكن مختلفة من العالم تذكارا لها من بينها نيويورك وواشنطن وساوثهامپتون وليڤرپول وبلفاست وليتشفيلد، وأُقيمت مراسم على جانبي الأطلسي لإحياء ذكرى الأموات وجمع الأموال لمساعدة الناجين.