بقلم/ عصام الدين عادل ابراهيم
نولد ونحيا ونفارق ، منا من يفارق الأجساد، ومنا من يفارق الذكريات، ومنا من يفارق الأحياء ويمشي بينهم كالأموات، منا ميت يعيش بين الأحياء بعمل صالح وقول ناصح، ولفعل الخيرات مسارع،ومنا من يعيش بين الأحياء ميت أبتر رغم اعتلائه كراسي اعلى المناصب واكتظاظ خزانته بالأموال وكثرة ما يمتلك، وكثرة من يزينون له حياته وأعماله. فهيهات هيهات بين عمل خالص لوجه الله خفي وبين عمل للناس صاحبه به مختال فخور.
إننا في دار ابتلاء وفناء ، فقال المولى تعالى : (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) . وقال العارف بالله: ( علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمئن قلبي)، ( ومن سار بين الناس جابرا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر) ؛ فسار بين الناس جابرا للخواطر، يتحرى الحلال في العمل والرزق، يعمر في الأرض ويقضي حوائج الناس متوكلا على الله يسارع في الخيرات ولا يسارع في الأذى وانتهاز الفرص. يبيت لله مستغفرا ، ولا يبيت منشغلا بالخطط الشيطانيه مدبرا. يمشي بين الناس يسارع إلى مغفرة من ربه وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
لقد علم الراعي في كربلاء بموت الخليفه عمر بن عبدالعزيز عندما هجم الذئب على الشاه.فعلم بموته عندما ذهب العدل والأمان.
فما الدنيا إلا متاع الغرور فانظر إليها من علياء التقوى والاستغناء، وابتسم لها عندما تنتصر على مفاتنها وشهواتها لأنك فوزت في الاختبار ولم تستسلم لهوى نفسك وشهواتها لنعيم زائل، وسعيت بثبات لدار الحيوان ، دار الحبيب صلى الله عليه وسلم ساكنها، فتحابوا في الله، واسعو في نشر العدل ونصرة الحق، وجبر الخواطر.
فالراحمون يرحمهم الله، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونفوض أمرنا إلى الله، إن الله بصير بالعباد.