النص الحلو

الحب في غرفة الإنعاش

 

تقدمه….

د.أماني موسى

 

شعور قاسي حين يعاهدك شخص على البقاء ويرحل

فيكون فراقه صعباً عليك ولا تستطيع تحمله،

شعور سىء جداً عند توقفك عن محادثة شخص تعودت على الحديث معه يومياً . أسوأ أنواع الفراق من يرحل عنك ولا يرحل منك، فهو يترك لوعةً في القلب وحزن كبير لا يشعر به إلّا من عاش تجربته.

ساعاتنا في الحب لها أجنحة، ولها في الفراق مخالب، فماذا لو أعلنا الحب كارثة طبيعية بمرتبة إعصار أو زلزال أو حرائق موسمية، لو جربنا الإستعداد لدمار الفراق بتقوية عضلة قلبنا الذي صنعت هشاشته الأيام.

أريد أن أكتب لكِ منذ عدة أسابيع وها قد شاءت الأقدار أن أكتب لكِ الآن ، فأنا سيدة في الرابعة والثلاثين من عمري ،

قابلته صدفة غيّرت حياتى وجعلت الأيام التي تلتها أجمل. كانت صدفة بمثابة قدر محتم، لم أنس ذلك اليوم وتلك الساعة حينما التقت عينى بعينه ورأيت نظرة تغنى عن كل الكلام وكأنى وجدت روحى التائهة منذ سنوات وعاد النبض لقلبى الذى خذله العالم وتسارعت نبضاته فارتجفت روحى ، شعرت وكأننى وجدت نفسى من جديد وقبل أن ينصرف كل منا لحاله طلب رقمي ، لأول مرة تحمر وجنتاي وأنا أعطي رقمي لهذا الشاب ، تبادلنا الأرقام وانصرفنا ولم تتجاوز صلتي به في البداية النظرات والإشارات إلى أن تبادلنا الإعتراف بالحب وتعاهدنا على أن يكون كل منا للآخر مهما طال الزمن ، اعترفت بحبي له وعشقي لكيانه و اعترف بحبه لكياني وعشقه لي .التقينا عدة مرات ، تبادلنا الحديث حول شغفنا المشترك، كل شيء حدث بسرعة وطلبنى للزواج ،واستمرت علاقتنا العاطفية مايقرب من سنة وعدة شهور،تعاهدنا بأن نبقى للأبد .

لكن افترقنا فجأة هو من أفلت يدى بدون أسباب واضحة ،كان دائما يخبرنى أنى صديقة وحبيبة وأن سعادتى مسؤوليته وفى كل حديث بيننا كان يؤكد أنى معركته الوحيدة فى الحياة وأنه على استعداد أن يخوض من أجلى حرباً!!

كنت اشعر دائما أن اللقاء ماهو الا بداية للفراق.

في بداية كل يوم أقف وحيدة انتظر حبيبى الذي تأخر عن موعده أتأمل السيارات العابرة ..المارة… ابحث عنه في كل الوجوه وتعود نظراتي كلها بنفس الخيبة الأولى، الخيبة ..الخذلان .

اخلو إلى كآبتي وانصب للعزاء خيمة واجلس فيها في عمقها في غيبوبة الظلام والسكون والصمت وأعزي نفسي بموت روحى وموت كل الألوان من حولي، اتجاذب أطراف الحديث مع روحى الضائعة ألومها وأعنفها فتبكي وتئن ثم اداريها كما تدارى الأم طفلتها الباكية اخادعها بكلمات كاذبة أو صادقة لتهدأ وتسكن .

 

ويأتى الليل ،في كل ليلة لدي تحدي حقيقي يتجدد وهذا التحدي ليس الا محاولة النوم .في كل ليلة اضع رأسي على وسادتى وكل ما أتمناه أن اغفو بسرعة . في كل ليلة أغلق الأبواب ،انزل النوافذ، أختار لحظة هادئة واهرب إلى الفراش ،وفي كل ليلة تزورني أطياف الماضي كلها لتعلن احتفالها الصاخب فوق رأسي ، اتقلب في فراشي الكئيب ساعات طوال حتى ضربات قلبي حتى صوت نبضي يصبح كفيلا بإزعاجي وطرد النوم من عيني وحتى لو تكرم عليّ مارد النوم ومنحني بضع ساعات من الموت المؤقت تعود تلك الأطياف لزيارتى في المنام، تقفز من أعمق أعماق الذاكرة، استيقظ مذعورة …. اشرب قليلاً من الماء واكرر المحاولة ،اخبىء هاتفى قرب وسادتى على أمل أن يوقظنى ضوء رسالة ويخبرنى باشتياقه وعند استيقاظى لا أجد أى شىء،

لا أدري إن كان الحال قد تجاوز حد الطبيعي فتلك الصوره ليست من نسج الخيال حتما.

لو سألتيني الآن ما هو الشعور الذي يطغى عليك ويستحوذ كل كيانك؟ سأقول بلا تردد الخذلان خذلان ممزوج بالأسى ….

بحزن صامت ….

بفراغ مستحوذ…..

بانعدام الشغف والحماسة ….

بيأس يشك بحقيقة وجوده ويستحي من إظهار نفسه.

سئمت…. تلقى الطعنات لم يعد في ظهري مكانا للمزيد.

سئمت… مرافقة الآخرين وتركهم لي عند أول منعطف .

سئمت…. الجري وراء المستحيل.

سئمت …..من المحاولات البائسة… من طرق الأبواب المغلقة .

سئمت….. من ترددي وحيرتي …

سئمت….. طول الشرود والأرق والكوابيس.

سئمت….. ارتجافي ..سئمت من اختلاق الأعذار لتجنب مرارة الخذلان دون جدوى .

سئمت…. من شرح نفسي .

فأنا لا اتسول الحب ابدا ماحييت.

اسابيع من الكوابيس مرت فيها كل الإحتمالات في رأسي ، أسبوع من التحاليل والفحوصات كانت نتيجتها لا شيء أنتِ سليمة عليك أن تهدأي ،

نعم …..لقد حان الوقت لأهدأ !!

اسمحوا لي بقليل من الهدوء….. اسمحوا لي بقليل من العزلة…. القليل من الصمت…. اسمحوا لي أن أعيد ترتيب كياني واوراقي قبل أن يعترض عضو آخر من اعضائي وربما يكون اعتراضه اقسى.

اتمنى يوماً وحيدا بلا خوف بلا ندم بلا وحشة بلا وحدة بلا خذلان.

*أريد أن ابعث اليه بآخر رسالة* ،

لايمكننى وصف مشاعرى الحقيقة فى نص اكتبه

مشاعر محيرة ومربكة، تغمرنى فأشعر بأن ثقلها لن يخف وستظل رابضةً على صدرى إلى الأبد .

يامن أحببته بالروح ….ياحب العمر ؛

أنسيت أنّنا تعاهدنا على البقاءِ سويّة.. وإنْ شتّتنا الوجع؟ تعاهدنا ألا نفترق إلا بالموت لكن الموت تأخر وافترقنا.تركتنى وحيدة فى وقت أخبرتك بأنك الملجأ من كل شىء. هل تبكى لو ابتعدنا قليلا وقرأت رسائلنا فى غيابى؟!هل تفعل ماأفعل أم أنا لوحدى احببتك بهذا القدر؟!

لم أكن لأحبك لكنك أيقظت ماكان في صدري منذ سنين في سبات ….

ما كنت لأريدك لكنك أنرت في روحي ماكان مظلما وأحييت ماكان ميتا وأخذت بيدي لطريق اضعته…..

لم أكن لأحبك بهذا القدر لكنك بنيت لي بيتا في صدرك……

أحببتك ولم أعلم أن حبك سعادتي وشقائي….

حملت ألمي وتوسدته ذراعي كأنه طفل وكأنني من كتر الألم تبلدت أوجاعي.

بالأمس أمسكت بالقلم في محاولة لرسم تفاصيل وجهك. حاولت رسمك، ولكنك كما تعلم مرّ الكثير من الوقت على محاولتي الرسم آخر مرة. لم تكن الصورة تُشبهك، ولكنها كانت تشبه روحك. تفاصيل الصورة تنم عن شيئاً رُسم بالقلب لا باليد. أما الصوره نفسها فتعكس روحاً مبهجةً مبتسمةً .. كما تفعل روحك دائماً في أي شيء تكون فيه.

تقول نسيتني …فحلفت كلا! فلن تستطيع نسيانى.

يامتملك الفؤاد، أتدرى أن حبك نُقِشَ على صفحات قدري.

فما ذنبي حين يقتلني احتياجي إليك دون علمك فأمسك يسار صدري وجعا ويتعب قلبي وتتغير ملامحي ثم اقسو على الجميع من دون ذنب.

احببتك حتى إني جعلتك شيئاً استمد منه الفرح واجدد به طاقتي من سواد الحياة ولو بالقليل من محادثتك. فأنت الرفيق المختلف ،الناس ناس إنما أنت الكتف فأنت الطريق وأنت الصديق وأنت الجهات وكل النظر. أحببتك… حتى آمنت بأن ما مضى من العمر قبلك كان مجرد انتظار لك.

يا صديقا أباهي برفقته السنين وتعاهدنا على الغرق معا لماذا نجوت ؟ هل اكتفيت؟

لايوجد سواك يفهمني قبل الحديث وبعده.. يسمع

صمتي ويجيد تأويله.. يفهم خوفي ويطمئنه.. يفهم حتى الفكرة التي تسقط فجأة برأسي دون أن أحكي عنها..

لا أحد مثلك.. لا أحد بإمكانه أن يكون أنت..

ارجع ….

لعلّنا بَعْدَ بُعْدٍ نلتقي …….

فما زال لقصتنا بقية……

واكسر سكونك فهذا الصّمت يشقيني

أَلَم تُحَرِّك انتفـاضة روحي فيك شيئًا؟!

لا، أنت لم تشعر بي أبدًا؛

أنا مَن توهَّمت!

كنت اعتقد أنى لاأهون ولكنى هنت …

وإن أخذني الموت ولم نلتقي فلا تنسى أني تمنيت لقاءك كثيرا.

افتقدك …..

ثم أحن…..

ثم أتألم …..

ثم أصمت …..

ثم أنام…..

فأنا لست بخير.

مرحلة صعبة ومرهقة ومميتة وبعون الله سوف اجتازها مهما طالت سأحاول وأحاول حتى اتخطاها.

سأكون قوية بأمر الله مهما قست عليّ ظروف الحياة ؟!

مهما عاندتى الأيام ومهما خذلنى الأحباب …. سأكون مستعدة لمواجهة العالم كل يوم .

ساعدينى أن استرد قوتى واستعيد ثقتى بنفسى ….

ساعدينى أن ألملم جراحى واحافظ على ماتبقى منى واتعافى…..

ساعدينى كيف اجمع شتات نفسى واعيد ترتيب ماتبعثر منها واعود للحياة.

أؤمن أنه مهما قست علينا الدنيا و اشتدت بنا الظروف وعصفت بنا الأحوال ، لنا بالله ظناً لا يخيب.

“آللهم أخرجني من حولي إلى حولك ومن عزمي إلى عزمك ومن ضعفي إلى قوّتك ومن انكساري إلى عزّتك ومن ضيق اختياري إلى براح إرادتك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق