المميزةالنص الحلو

اعتذرلي….شكرا

 

 

 

تقديم د.أمانى موسى

 

 

الإعتذار عند بعض الأزواج.. هل يشعرهم بالإهانة أم ينقص من هيبتهم وكرامتهم؟!

العلاقات البشرية مليئة بالأخطاء والهفوات، خاصة عندما يتعايش شخصان من بيئتين مختلفتين تحت سقف واحد كما بين الأزواج.

“آسف، أعتذر، حقك عليا ،سامحنى ”، كلمات مستعصية على الكثيرين، رغم مفعولها الساحر على طمأنينة النفس ومعالجة الأخطاء، إلا أنها عند البعض قد تكون إذلالا وانتقاصا من الكرامة ،والأشد خطورة من ذلك محاولة الإصرار على فلسفة الخطأ لإظهاره صوابًا، بغية التمادي فيه…، إننا في مثل هذه الحالة نجد أن هذا الطرف أو كليهما أسير شهواته ورغباته الذاتية على حساب حقوق الطرف الآخر، وهنا يكمن الخطر.وإصرار البعض على عدم الإعتذار والإعتراف بالخطأ رغم توفر الأدلة على عدم صوابهم يعد دليلاً على هشاشة ذواتهم وليس على صلابتهم وقناعتهم كما يظن البعض.

تُرى لماذا تلجأ بعض الزوجات إلى العناد وتصر على عدم الإعتذار ،هل تستمد منه قوتها أم هو تجسيد لضعفها ودلالها؟!

وفى هذا يرى احمد ٤١عاما أن الإعتذار نقطة ضعف لا يجب إظهارها، كونها دليل انكسار وهزيمة لا تليق بنا كرجال.

أما اسامة ٣٥ عاما ، يرى أن اعتذار الزوج لزوجته لفظا يشعره بالحرج، بالإضافة إلى أن الإعتذار للمرأة في حد ذاته يجعلها تفتح صفحات كل الخلافات السابقة ، وتظهر في ثوب الضحية، وعلى الزوج تحمل كل ذلك.

 

أما حسام ٤٠ عاما، فيقر بأنه لم يعتذر لزوجته أبداً طوال أكثر من ١٠ سنوات، على الرغم من حبه لها، فالإعتذار لها يولد لديه شعورا بالضيق والضعف، لذلك يفضل تناسي تلك الأمور التي اختلف عليها مع زوجته وطي صفحاتها، ويضيف قائلا (الحمد لله زوجتى اعتادت على الأمر).

 

في حين تقول ليلى ٤٧ عاما أن بعض المشاكل تبدأ من عناد أحد الزوجين، ومن يفتعل المشكلة يجب أن يبادر بالإعتذار سواء كان الرجل أم المرأة، فاعتذار الزوج لزوجته ليس جرما،ولا انتقاص من كرامته خاصة إذا أخطأ.

 

و لأن الزوجة امرأة تمتلك مشاعر مرهفة، فعدم اعتذار زوجها في حال أخطأ في حقها، قد يؤثر عليها ويولد لديها إحساسا بالغضب ‏إلى درجة شعورها بالنقص وبالإهانة ،

وفي هذا تقول ميرفت ٣٨ عاما، إن المرأة تشعر بالإحباط إذا أخطأ زوجها ولم يعتذر أو لم يحاول ارضاءها، فكلمة أسف لن تكلف الرجل شيئاً، بل تزيد تقدير زوجته له، لكن للأسف رجال كثيرون لا يعلمون شيئا عن كيفية التعامل مع زوجاتهم.

تقول ماجدة 35 عاما، أنا متزوجة منذ أكثر من عشر سنوات، عانيت خلالها مع زوجى الذي كان دائما يجرح مشاعرى ، ولا اسمع منه أى كلمة تعبير عن أسفه، على مر تلك السنين، الأمر الذي جعلنى زوجة قاسية، وأعامله وكأنه غير موجود في حياتى.

 

في حين ترى فريدة ٣٩ عاما ،أن الاعتذار واجب على الطرفين، فمن المهم أن يبادر المخطئ بتقديم الإعتذار للطرف الآخر، لتعزيز مبدأ التقدير والاحترام،والمودة والرحمة.رغم أن الرجل عادة ما يرفض الإعتراف بخطئه، عكس المرأة التي تكثر من طلب السماح ، ما قد يسبب لها صدمة في حال رفض زوجها الاعتذار منها.

 

الامتناع عن الاعتذار يؤدي إلى دوامة من المشاكل،

فالاعتذار من الصفات النبيلة التي تعبر عن التقدير والإحترام، وعندما يكون ذلك بين الأزواج فإنه يقضي على كثير من المشاكل، وينزع فتيل الخلافات الحادة التي تهدد استقرار الأسرة وتساهم في إنقاذ الحياة الزوجية، وفي هذا ترى

هدى ٤٠ عاما أنه لكل منا أخطاؤه وزلاته، فأحيانا يكون الاعتذار هو أسرع الحلول للتكفير عنها، وهو ما تبادر به، وحدث مع زوجها، حيث كانت تود أن تحضر إحدى الحفلات إلا أنه رفض بسبب ارتباطه بالعمل، مما جعلها تنفعل وترفع صوتها، لذلك تركها وغادر المنزل، ولولا اعتذارها لما كانت مع زوجها اليوم.

 

أما فاطمة ٢٨ عاما ، فتقول أن الاعتذار لا يجدي مع البعض، فهناك من تأخذه العزة بالإثم ولا يستجيب لأي اعتذار، وهذا الشخص لابد من مواجهته بقسوة، لأن الاعتذار سيكون بمثابة ضعف أمامه.

وتحكى أمل ٢٦ عاما ،كنت حامل واوصانى الطبيب بالراحة التامة واخبرت زوجي انه يجب ان استقل عن عائلته او ان اذهب الى عائلتي او نقل المطبخ حيث تتواجد غرفتي لتجنب صعود ونزول السلالم المتكرر لكنه رفض كل الحلول، مرة عاد الى البيت ووجد امه هي من تطبخ رغم وجود اختيه واحدة في عطلة والثانية ضيفة فصعد الى غرفتي واشبعني ضربا ,اصبحت اقوم باعمالي وعند موعد الفحص اخبرني الطبيب ان الجنين مات منذ فترة قصيرة ، زوجي لم يعتذر وكأنه شيء لم يحدث .

وتقول نهلة ٢٧ عاما ،أنا وزوجي في خلاف، وأخطأت واعتذرت له، وأنا لا أحب الاعتذار، وهو أخطأ في حقي ولم يعتذر. فهل أذل نفسي له وأعتذر له كل ساعة، أم ماذا.. يشعرنى دائما بأنى لااستحق اى تقدير أو احترام .

 

في حين ترى حميدة ٥٠ عاما، أن طلب الصفح يجب أن يكون متبادلا بين الطرفين، (لا بأس أن أعتذر لزوجي إن كان هو أيضا يفعل ذلك إذا أخطأ، أما إذا كان عكس ذلك، فلا أعتذر له مهما كلفني الأمر).

أما عن مريم ٤٥ عاما ،مشكلتي مع زوجي عند وقوع أي مشكلة سواء كنت أنا المخطئة أو هو، أن زوجي لا يعتذر أبدًا، وأنا أرغب في اعتذاره عن أي خطأ، لكنه من المستحيل أن يلين لي ويطيب خاطري، ومنذ زواجنا وأنا من تبادر بالصلح، وأسعى جاهدة للحديث معه لتدارك الأسباب التي توقعنا في المشاكل، حتى لا نكررها كل فترة، وهو دائمًا لا يحب الحديث عن علاج المشاكل بيننا حتى في وقت الصفاء.

أشعر حاليًا أن طاقتي انتهت، فمهما أخطأ زوجي فأنا لا أريد منه غير الاحتواء، أو مراضاتي بكلمة واحدة، وهو لا يفعل ذلك أبدًا، حتى لو رآني في أسوأ حالاتي النفسية والصحية وقت المشكلة، لا يبادر بالصلح، بل سياسته تركي وحزني حتى يمر أسبوع أو أسبوعان، وعندما أصل لليأس من كثرة الخصام والإهمال، أطلب منه الحديث لننهي الخصام.

الآن فرغت جعبتي من كل المحاولات للحديث معه، وهو لا يبالي، بل على يقين أنني لو أطعت شيطاني سأطلب الانفصال، سيستجيب دون تردد، ليس لأنه لا يحبني، بل كبره لا يسمح له بالاعتذار وإظهار تمسكه بي.

إن طلب السماح سواء من الزوج او الزوجة..هو تعامل راقي لا يحسنه كل الناس..وهذا من ديننا الحنيف..لكن ان لم يطلب الرجل السماح فلا بأس ان تطلب المرأة منه السماح مع أنه هو المخطئ ..

 

ورد في السنن الكبرى للنسائي عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود، الولود، العؤود على زوجها، التي إذا آذت أو أوذيت، جاءت حتى تأخذ بيد زوجها، ثم تقول والله لا أذوق غمضا حتى ترضى. ورواه الطبراني وحسنه الألباني.

 

وبالمثل أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل فقال: استوصوا بالنساء خيرا….

فالتسامح من أعظم الأمور لجلب السعادة بين الزوجين…

نُخطئ ولا نعرف كيف نعتذر لمن أخطأنا في حقهم، فالاعتذار فعل ثقيل على البعض، ثقيل إلى الحد الذي يجعلهم لا يتمكنون أبدا من تقديمه، وأحيانا يرتكب البعض المزيد من الأخطاء عند الاعتذار لأنهم لا يعرفون الكيفية الصحيحة للقيام بالأمر. في أحيان أخرى، يُقدم البعض اعتذارا زائفا فقط لكي تمر الأزمة التي سببها الخطأ بسلام، دون أن يشعر مُقدم الاعتذار أنه أخطأ حقا. لذلك يمكننا أن نعتبر الإعتذار فنًّا، له معايير وأصول يجب الإلتزام بها حتى يكون فعّالا ويُحقق هدفه.

متى يكون الإعتذار واجبًا؟ وكيف يكون بطريقة صحيحة ترضي الطرفين؟

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق