ثقافة وقراءة

اتحاد الكتاب يناقش الممر الضيق ويحتفي بالأشهب

 

كتب/ سامح عوض

 

أقامت لجنة الشباب برئاسة د.شريف الجيار باتحاد كتاب مصر ندوة لمناقشة المجموعة القصصية “الممر الضيق” والاحتفاء بمؤلفها الاديب الشاب أحمد حمدي الاشهب وناقش الكتاب نخبة من أهم النقاد في مصر وهم الناقد الكبير د.شريف الجيار والناقد والروائي الكبير أ.محمود قاسم والأديب والناقد أ.محمد رفيع وكان ضيفي شرف الندوة الفنان د.سناء شافع والشاعر د. يسري العزب وادارت الندوة القاصة أ.مني ماهر في حضور لفيف من الادباء والشعراء امتلأت القاعة بالجمهور.

ذكرت مني ماهر في مفتتح الندوة نبذه عن السيرة الذاتية للكاتب وقالت:

اتقدم بالشكر للمؤلف علي ماقدمه في عمله الاول من عبارات قوية غير تقريرية وتمكن من كل موضوع والوصول بسلاسة الي قلب القارئ وعقله ,استطاع الاشهب أن يلمس ما بداخلي في عباراته ويجعلني أقول “الله ” فالعمل الذي يترك بصمة كهذه يستحق التحية والاشاده وسط كم هائل من الأعمال التي تمر مر الكرام.

قال الناقد الكبير د.شريف الجيار.

في هذا الكتاب نحن نتعامل مع كاتب منذ اللحظة الأولي يفهم جيدا ما يكتبه له اسلوب رشيق حينما قرأت الاسطر الاولي وانا اعتبره صوت سردي مهم في الفترة القادمة، لقد استطاع الاشهب أن يخرج “الممر الضيق” من معناه الاصطلاحي واللغوي باعتباره مكان فأصبح يحمل معني معنويا عميقا يعبر عن اشجان الانسان المصري المهمش ويفضح لنا مايشعر به الانسان البسيط من الآم الحياة وضيقها.

الممر الضيق هو خطاب سردي قصصي يحمل منحا انسانيا بالدرجة الاولي ويحمل ما يعرف بالواقعية الفنية حيث يأخذنا فيها الاشهب الي الانسانية المفتقدة في هذا العالم المادي الذي نعيش فيه، هذه المجموعة تمثل ما يعرف بالجسد الممزق بين مادية العالم وبين الانسانية الغائبة وبالتالي نلحظ ان المهمش له الجزء الاساسي في المجموعة فهو في قصة “جمل يحمل الجدران ” – الذي وفق الاشهب الي حد كبير في اختيار عنوانها _ أصبح الجمل هو ذلك الكهل الذي يتحمل القهر الشديد وينسي كرامته في سبيل لقمة العيش، وهناك الممر الضيق النفسي في قصة “نوافذ مغلقة ” حيث جذب الابن العامل المادي في الخليج ويترك الام في دار المسنين حتي تصل لمراحل الهلوسة في ظل بحثها عن ابنها حسام، ذلك الحسام الباتر الذي تبحث عنه الام حتي تقوي علي الحياة فلا تجده الا في الرمق الاخير، فالاشهب مهموم جدا في كتابه بالامومة المفتقده اما ان تبحث الام عن ابنها او ان الابن اليتيم هو الذي يبحث عن الام وهو بالظبط ما نعيشه الان، استطاع الاشهب في مجموعته ان يخلق نوعا مميزا من الكتابة يصل فيها الوعي بمنطقة اللاوعي وهو ما يسمي بــ ” تشظي الزمن” أي كسر نمطية وسببية الزمن فعادة الشخصية عند الاشهب تعيش في الماضي لانها افتقدت الوصال مع الحاضر المادي ويؤكد علي الصراع بينهما وينتصر الماضي للانسانية في النهاية، وتحدث الاشهب عن البطش السلطوي وكيف أن السلطة من الممكن أن تضحي بجميع الاجيال القادمة في سبيل ان تبقي هي وذلك في قصة الموكب التي كتبها في 2011.

وفي قصة “شئ مفقود” التي انتقم فيها المجند البسيط لنفسه نتيجة تعذيبه وكأن المؤلف يبشر بوجود ثورات قادمة لأن القمع المستمر للفئات البسيطة المتواضعة قد يحولها الي قاتلة في اتجاه او ثائرة في اتجاه آخر، كما نجح بشكل كبير في رصد انتهاك حرمة العراق بموافقة عربية وكيف أن المرأة العراقية كرمز للعروبة قد أهين شرفها في سجن ابي غريب وذلك في قصة “القادم”، يغلب علي الكتاب الازمات فقد سبب لي شخصيا أزمة كما يغلب علي بعض قصص المجموعة ما يعرف ب”الرمزية الشفافة” ويميز احمد ايضا انه يكتب بالصورة ولا يكتب مجرد كلام والدليل هيمنة الفعل المضارع علي المجموعة.

وختم الجيارحديثه بأن الثورات التي مرت علي مصرهي التي ستصنع الغد مهما اختلفنا عليها ومن وجهة نظري في هذه المجموعة اقول أن الاختلاف سيكون وقتي ثم سيسير السرب كما يري الشعب في النهاية.

أشاد د.سناء شافع بكتاب “الممر الضيق” واثني علي كاتبه وأكد علي رأي أ.مني ماهر حيث بايجاز ما يتركه هذا الكتاب من اثر عميق في قارئه لا ينمحي بسهوله وقال:

اهداني الاديب الواعد أحمد الاشهب كتابه وطلب مني قرائته، تركته اسبوعا وانا في منتهي الفضول لاقرأ ماذا كتب هذا الموظف الشاب الكادح، ودهشت منذ أن قرأت سطوره الاولي، وجدت الاشهب وقد نحت لنفسه اسلوبا خاصا للكتابة يقترب فيه جدا من مجموعات المهمشين بكل انواعهم كنتاج للتفريغ الانساني وتراكمات 40 عام لطبقة الكادحين في خضم الحياة الصعبة وضغوطها، أطالب الاشهب بالا يتوقف ابدا عن الكتابه وأتنبأ له بمستقبل مبشر جدا في الكتابة باذن الله.

الشاعر د.يسري العزب قال

في كل قصه من قصص “الممر ضيق”يركب الاشهب جوادا مختلفا فلا توجد قصتين في العمل علي نفس النمط وانما حاول الاشهب أن يحفر طريقا جديدا في كل عمل ونجح في ذلك الي حد كبير.

واكد العزب علي ان الواقعية السحرية جذبت الاشهب في هذا العمل بشده حيث نجح بامتياز في تصوير الكابوس في قصة “الموت الاول” وكذلك في تأثير البنج الكامل علي بطل قصة “أجساد بلا رؤوس”.

الاشهب لديه قدرة مميزة علي ادارة الحوار داخل نصوصه وكأنه ولد ليكون حكاءا، كما صنع من القطة بطلا وظل يخبئها حتي فاجأنا قبل نهاية القصة بقليل، أتنبأ له بمستقبل واعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق