صحتك تهمنا
إلتهاب الأمعاء…السكريات تفاقم المرض

كتب/ دكتور رضا محمد طه
مرض إلتهاب الأمعاء IBD هو المصطلح العام لمجموعة من الإضطرابات التي تؤدي إلي إستمرار إلتهاب الجهاز الهضمي أو القناة الهضمية. يحدث مرض إلتهاب الامعاء عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم الأمعاء مما يتسبب في حدوث إلتهاب وألم وإنتفاخ في الأمعاء. ويوجد نوعان رئيسيان من مرض إلتهاب الأمعاء هما: مرض كرون ويؤدي إلي إلتهاب أي جزء من الأمعاء بين الفم والشرج ومرض إلتهاب القولون التقرحي الذي يصيب القولون بشكل رئيسي. ومن أعراض مرض إلتهاب الامعاء الإسهال والإمساك ونزيف المستقيم وآلام البطن وتشنجات وحاجة المريض المفاجئة للذهاب للحمام، وكذلك فقدان الشهية والوزن غير المبرر والقيء والغثيان والتعب والحمي والتعرق الليلي.
حسب تقارير مراكز السيطرة علي الامراض والوقاية منها CDC فإن حوالي 3 ملايين بالغ في الولايات المتحدة الامريكية مرضي إلتهاب الأمعاء، كما يعاني أكثر من 6 ملايين شخص حول العالم من هذا المرض. والعلاجات الحالية غير ناجعة في جميع الحالات ويمكن أن تصبح أقل فعالية بمرور الوقت. وعلي الرغم من أن الباحثين لا يزالون غير متاكدين بالضبط من أسباب مرض إلتهاب الأمعاء إلا أن هناك بعض عوامل الخطر المعروفة مثل العمروتناول بعض الادوية.
النظام الغذائي ونمط الحياة تلعب دوراً كبيراً في زيادة مخاطر الإصابة بمرض إلتهاب الامعاء أو المساعدة في تخفيف أعراض المرض. فقد كشفت دراسة جديدة نشرت مؤخراً في مجلة Cellular and Molecular Gastroenterology and Hepatology أجراها باحثون من جامعة بيتسبرج أن إتباع نظام غذائي عالي السكر سوف يؤدي إلي تفاقم أعراض المرض، وكذلك ربطت دراسات سابقة بين النظام الغذائي الغني بالسكر والمخاطر الأكبر للإصابة بمرض إلتهاب الأمعاء، كما ربطت زيادة تناول السكر بأمراض أخري بما في ذلك السمنة وأمراض الكلي المزمنة وأمراض القلب والاوعية الدموية. . وتؤثر النظم الغذائية التي يعيش عليها الناس علي البروتينات الموجودة في الخلايا التي تبطن الامعاء، تلك البروتينات تحافظ علي تقليل الإلتهاب منها بروتين يسمي RNF5 يتحكم في نشاط بروتين آخر محفز للإلتهاب يسمي S100A8 لذا فأن غياب بروتين RNF5يطلق العنان للقوة المسببة للإلتهاب لبروتين S100A8.
علاج مرض إلتهاب الأمعاء يرتكز أساساً علي تقليل الأعراض وتجنب أي مضاعفات، وتشمل العلاجات الشائعة أدوية معينة إضافة إلي تغييرات في نمط الحياة بما في ذلك الإقلاع عن التدخين وخفض مستويات التوتر، والأهم تغيير في النظام الغذائي وتقليل كمية السكر به، وهذا ما ركز عليه فريق البحث في تلك الدراسة، حيث يستهلك الشخص العادي ما يصل إلي كيلوجرام في الأسبوع وقد يزيد عند البعض، وهذه الكمية تؤثر علي إستجابة الأمعاء للضرر.
كشفت نتائج تلك الدراسة والتي اجريت علي الفئران أن النظام الغذائي عالي السكر أدي إلي موت الفئران بسبب تثبيط تجديد الأمعاء ومن ثم الشفاء من مرض إلتهاب الامعاء، مقارنة بالفئران التي تغذت علي نظام غذائي قياسي. ومعروف أن الأمعاء مثل الجلد مغطاة بطبقة طلائية تعلوها طبقة مخاطية علي سطحها، ويحتاج هذا الحاجز المعوي إلي تجديد نفسه كل ثلاثة إلي خمسة أيام من خلال خلايا جذعية بالأمعاء تنقسم بشكل أسرع لتعويض بإستمرار ما ينتج من موت تلف الخلايا. وكشف الباحثون أن تركيزات السكر المرتفعة أثرت بشكل مباشر علي قدرة تلك الخلايا الجذعية علي التجدد كإستجابة لما يحدث من ضرر وتلف في خلايا الأمعاء.
ولأن السكر بحد ذاته يؤثر علي ميكروبيوم الأمعاء وقد يعرض المرضي لخطر تفاقم المرض وتقليل فرصة الشفاء، لذا يشير الباحثون إلي وجوب تجنب الأشخاص المصابين بمرض إلتهاب الأمعاء للمشروبات الغازية السكرية والحلوي لأنها تسبب إستهلاك كمية كبيرة من السكر بسرعة كبيرة. هذا إضافة إلي إتباع نظام غذائي غني بالألياف والتقليل من الأطعمة المصنعة وشرب الكثير من الماء يعتبر المفتاح للتقليل من أعراض المرض والشفاء منه.