أقلام حرّة
أي نظرة تود أن تحملها عن ذاتك؟

كتبته وأعدته: د.ياسمين ناجي
مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس
لازم نعرف كويس إن ربنا سبحانه وتعالى خلقنا في الدنيا دي علشان فيه دور مهم مرتبط بكل واحد ويخصه وحده ويميزه عن غيره، فلما نصحي الصبح ونقدر نفتح عينينا لازم نفهم إن ربنا بعث فينا الروح مرة تانية من بعد الموت الجزئي اللي كنا فيه وإحنا نايمين وطلعت علينا شمس الدنيا يعني لسه لينا دور في الدنيا دي.
كل منا تتعثر خطاه بين فينة وأخرى في طريق سيره نحو هدفه، لهذا، عندما تتعثر خطاك، وتسقط من وقت لآخر: احرص على أن يكون سقوطك إلى الأمام .. بإتجاه الهدف!
قال الرافعي «في نفسك أول حدود دنياك وآخر حدودها».
فقد قال ديل كارينجي المؤلف الأمريكي وصاحب الدروس الشهيرة في تحسين الذات «تذكر أن اليوم هو الغد الذي كت قلقًا عليه بالأمس»
وقال جبران خليل جبران الشاعر والكاتب اللبناني العربي «هناك من يتذمر لأن للورد شوكًا، وهناك من يتفائل لأن فوق الشوك وردة»
وقال أيضًا عباس محمود العقاد الأديب والمفكر والصحفي والشاعر المصري «فلسفة حياة في بضعة سطور: غناك في نفسك، قيمتك في عملك، وبواعثك أحرى بالعناية من غاياتك، ولا تنتظر من الناس كثيرًا تحمد عاقبته بعد كل انتظار».
وقد راقت لي فقرة في كتاب وهى «ها أنت، عالق في عملك كما في مستنقع، تتساءل لماذا يبتعد النجاح عنك. الجواب لدى كبار رجال الأعمال، ولن تصدق ما يقولون: أن النجاح يهرب منك لأنك لم تفشل ما فيه الكفاية. كثيرون من خبراء العمل يشبهون الفشل بزيت الخروع. وليس المقصود أن تندفع نحو كارثة محتومة كي تكافأ لاحقًا بنجاح غامض».
لكل منا نظرة عن نفسه وتلك النظرة لن تتعدى إحدى هذه الصور:
النظرة السلبية عن الذات: وفيها يكون شعارك: أنا سيىء –غيري أفضل مني- لا أنفع لشىء، ولهذه النظرة أثر مدمر يشلك ويحد من طاقتك في سائر شئون حياتك.
النظرة الإيجابية عن الذات: وفيها يكون شعارك: أنا أتقبل ذاتي- أنا أستطيع أن أفعل الشىء الكثير.
النظرة المرتبطة بالآخرين: وفيها يكون شعارك: ما يراه في الآخرون هو الصحيح.
فأي نظرة تود أن تحملها عن ذاتك؟!
لكي يستطيع كل منا الإجابة على هذا السؤال، يجب أن نعرف الطرق لبناء شخصية مرنة وقد قدمت الجمعية النفسية الأمريكية دليلا أطلقت عليه «الطريق إلى المرونة» وإليكم أهم بنودها:
إنشاء علاقات اجتماعية- تجنب رؤية الأزمات كمشاكل منيعة- تقبل أن التغير جزء من الحياة- تحرك نحو أهدافك- أتخذ إجراءات حاسمة- ابحث عن فرص لاكتشاف الذات- غذي وجهة النظر الإيجابية بنفسك- حافظ على الأشياء ضمن منظورها- حافظ على وجهة نظر متفائلة- اعتن بنفسك.
وأيضًا يجب أن نعرف الصفات المميزة لمن استطاعوا تحقيق ذاتهم وقد لخصها علم النفس «ماسلو» في الآتي:
1) أنهم يدركون الحقيقة بكفاءة، ويستطيعون تحمل التأرجح بين الشك واليقين.
2) يتقبلون ذاتهم كما هى والآخرين كما هم.
3) أنهم تلقائيين في تفكيرهم وسلوكهم.
4) أنهم يركزون اهتمامهم في المشاكل أكثر من تركيزهم على ذاتهم.
5) يتحملون بملكة الفكاهة.
6) مبدعين وخلاقين.
7) يقاومون التشكل الحضاري الدخيل- ولكن دون تحفظ متزمت.
8) أنهم يهتمون بسعادة الإنسان والبشرية.
9) أنهم قادرين على التقدير العميق للتجارب الأساسية في الحياة.
10) أنهم يقيمون علاقات مشبعة مع القلة وليس مع الكم من الناس.
11) ينظرون للحياة نظرة موضوعية.
والآن ماذا تفعل لكي تحقق ذاتك:
1. مارس حياتك كالطفل!! (أي باستغراق واهتمام كامل).
2. جرب دائمًا الجديد ولا تلتصق بالقديم.
3. استمع إلى احساسك الخاص في تقديرك للتجارب –وليس لصوت التقاليد أو السلطة أو الغالبية-
4. كن مخلصًا وتجنب المظاهر.
5. ليكن لك رأيك المستقل.. وكن مستعدًا لتكون غير محبوب إذا كانت آرائك تختلف مع الأغلبية.
6. تحمل المسئولية.
7. اعمل بجدية في ما تقرره.
8. حاول استكشاف عيوبك ودفعاتك اللاشعورية، وتحلى بالشجاعة في القضاء عليها.
9. إن اختيار المهنة يلعب دورًا أساسيًا في تحقيق الذت.
10. البيئة الملائمة لها أثر كبير في تحقيق الذات.
11. على الأنسان ألا يشعر بقوة أنه لا مجال أمامه للخيار بين ذاته والآخر، وبين أمته والأمم الأخرى.
12. من أجل تنمية الذات، لابد من وجود نوع من معاكسة الظروف، لأن السهولة عدو لدود لكل إبداع وكل تقدم.
المراجع:
بدران، عمرو حسن أحمد. (د.ت). كيف تحقق ذاتك. القاهرة: الدار الذهبية.
دانهيل، روبرت. (2010). قوة الفشل. القاهرة: مكتبة الهلال- الدولية.
كاري، ريموند. (2010). فن تحفيز الذات. القاهرة: مكتبة الهلال- منة بك ستور.